بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
ليست فنانة عظيمة فقط، بل هى إحدى ثلاث رائدات للفن التشكيلى المصري، والعربى عموماً، مع الفنانتين الكبيرتين إنجى أفلاطون وتحية حليم. إنها الفنانة جاذبية سرى التى تواصل ابداعها المتميز، حيث تقيم الآن معرضها الرابع والسبعين فى جاليرى الزمالك تحت عنوان «الفن حياتي». وهذا حدث غير عادى بأى معيار، إذ يندر أن نجد مثل هذا العدد من المعارض، فضلاً عن نوعها, فى مسيرة أى فنان فى العالم.
تواصل الأستاذة الكبيرة إبداعها المستمر على مدى أكثر من سبعة عقود، وتقَّدم نموذجاً فى القدرة على التطوير والتجديد، كما فى التعبير عن حياة الناس وقضايا الوطن من خلال الفن التشكيلي، الذى يُعَّد الأكثر صعوبة حين يكون مبدعه ملتزماً ومتطلعاً إلى تحقيق التقدم والحرية. ويذكر من يتابعون أعمال جاذبية سرى افعالها فنياً بثورة 25 يناير, وانعكاس ذلك فى معرضها الثانى والسبعين الذى أُقيم فى مايو 2014 تحت عنوان «الأمل دائما»، حيث قدمت رؤيتها لتلك المرحلة فى 11 لوحة بالغة التعبير تصل معانيها بسهولة إلى من يشاهدها حتى إذا لم يكن من هواة هذا الفن الذى يوصف بأنه نخبوى جداً.
وليس هذا جديداً فى إبداعها الذى يشهد على مرحلة زمنية طويلة منذ أن ارتبطت فى شبابها بجماعات فنية ثورية كان الإبداع لديها سبيلاً للتعبير والتغيير فى آن معاً. فقد تفاعل فنها مع حياة الناس وقضايا الوطن والحراك السياسى والاجتماعى والتطورات الثقافية فى مجتمع حدثت فيه تغيرات كبرى على مدى هذه الفترة، وكان أكثرها إلى الوراء إذا أخذنا الفترة التى بدأت فيها إبداعها الفنى نقطة أساس للمقارنة والقياس.
وهى تُعد إحدى أكثر الفنانات العربيات حضوراً على المستوى الدولي، إذ يحظى إبداعها باهتمام فائق فى أكبر المنتديات الفنية العالمية، بل هى الوحيدة التى توجد لوحة لها فى متحف متروبوليتان فى نيويورك.. كما توجد لوحاتها فى أهم متاحف العالم وأكبرها، وفى بعض المؤسسات الكبيرة, ومنها مؤسسة «الأهرام» حيث تزين جدرانها بعض أعمال هذه الفنانة الكبيرة التى ندعو لأن يكون ختام معرضها الحالى فى 7 نوفمبر القادم يوماً لنشر بعض لوحاتها والتعريف بإبداعها فى مختلف الصحف والقنوات التليفزيونية.