الملكية بين عصرين

الملكية بين عصرين

الملكية بين عصرين

 العرب اليوم -

الملكية بين عصرين

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

حققت الملكة اليزابيث الثانية رقماً قياسياً فى تاريخ الملكية البريطانية بمرور 65 سنة على اعتلائها العرش قبل أيام. وتجاوزت بذلك الملكة فيكتوريا التى كانت آخر ملوك بريطانيا الذين قاموا بأدوار سياسية كبيرة. 

فقد تحول دور الملوك بعدها ليأخذ طابعاً بروتوكولياً، ولكنه يحظى باحترام بالغ لدى أغلبية كثيرة من البريطانيين الذين يحترمون التقاليد الملكية ويفخرون بها. ولذلك بادر بعضهم بالاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لتولى اليزابيث الثانية العرش، رغم أنها واصلت حرصها على عدم تنظيم احتفالات فى المناسبات الخاصة بها، الأمر الذى وصفته رئيسة الحكومة تيريزا ماى بأنه دليل جديد على إنكار الذات والتفرغ للعمل الذى كرست الملكة حياتها من أجله فى خدمة المجتمع. 

ولذلك سيسجل التاريخ لهذه الملكة أنها رسخَّت تقليداً دستورياً اتجهت إليه بريطانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما دخلت عصراً مختلفاً عن ذلك الذى هيمن فيه الملوك على البلاد، وقام بعضهم بفرض عقيدته على المجتمع. ولذلك حفلت مرحلة الحروب المذهبية المتقطعة فى أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر بغرائب يتجاوز بعضها العقل بمعايير عصرنا. 

فكانت رغبة ملك فى تطليق زوجته مثلاً والزواج من أخرى كافية لتحويل المجتمع من مذهب إلى آخر، كما فعل الملك هنرى الثامن فى أوائل القرن السادس عشر. فقد اشتد غضبه عندما رفضت الكنيسة الكاثوليكية منحه إذناً للطلاق، فقرر إخضاعها لسلطانه وطالب كهنتها بالاعتراف به رئيساً أعلى لها. واستغل فرصة وفاة رئيس أساقفتها فى ذروة ذلك الصراع عام 1531، وعين بروتستانتياً مكانه ودفعه لاستبعاد كل من لم يقروا بأن الملك هو رئيس كنيسة إنجلترا! وعندما خلفه إدوارد السادس عام 1547، ساند تحرك البروتستانت الذين أدخلهم سلفه إلى الكنيسة لنشر مبادئهم فيها. ولكن الأمر صار أكثر إثارة عندما خلفته أخته مارى تيودور عام 1553، حيث أعادت للكاثوليكية مكانتها واضطهدت البروتستانت. وما أن خلفتها أختها الملكة إليصابات عام 1558 حتى شجعت البروتستانتية مجدداً، وفرضت حضور الصلوات على أساسها يوم الأحد. واتجه خلفها جيمس الأول عام 1603 إلى تصعيد العداء ضد الكاثوليك، ولكن زواجه من كاثوليكية هذَّب موقفه المتعصب .. وهكذا إلى أن استقر الأمر لمصلحة المذهب البروتستانتى فى القرن الثامن عشر. 

المصدر: الأهرام اليومي

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملكية بين عصرين الملكية بين عصرين



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab