بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
فرق كبير بين الرئيس الفرنسى الحالى فرانسوا هولاند، والرئيس الأسبق فرانسوا ميتران فى توجهاتهما السياسية وخلفياتهما الفكرية رغم أنهما ينتميان إلى الحزب الاشتراكي. ولكن الفرق بينهما يبدو أكبر بكثير على المستوى الإنساني. كان ميتران معروفاً برقته ولطفه ورومانسيته. وهذه صفات ليس لهولاند نصيب منها، كما يتضح من المقارنة بين قصة الأول الغرامية مع حبيبته آن بنجو التى عشقها وأنجب منها ابنتهما مازارين، وقصص الثانى الشهوانية مع صديقات قامت إحداهن (فاليرى تريفلير) بفضحه عام 2014 عندما خانها مع الممثلة الفرنسية جولى جايه.
وتظهر أبعاد جديدة لهذا الفرق الجوهرى فى الكتاب الذى صدر قبل أيام متضمناً رسائل ميتران إلى آن بنجو فى كتاب بعنوان «رسائل إلى آن» نشرت مجلة «نوفيل أوبسيرفاتور» مقتطفات منه. وتقول المجلة ان هذا الكتاب من أجل الأعمال الرومانسية فى الأدب الفرنسي. ولم توافق مازارين ابنة ميتران وآن بنجو على نشر الكتاب إلا بعد وفاة زوجته دانييل احتراماً لمشاعرها. فقد قبلت أمها أن تبقى علاقتها مع ميتران طى الكتمان لكى يحافظ على زواجه من دانييل أم ولديه، ولكنها عاشت معه واحدة من أروع قصص الحب فى عصر صارت المشاعر فيه نادرة.
ويصعب توقع مدى الإقبال على كتاب «رسائل إلى آن». ولكن ما نشرته «نوفيل أوبسيرفاتور» منه قد يؤدى إلى رواجه على نطاق واسع، إذ تروى رسائل ميتران قصة عشقه لآن التى التقاها وهى فى التاسعة عشرة، بينما كان عمره 46 عاماً، ولم يفرقهما بعد ذلك إلا رحيله عن عالمنا، رغم أنه عرف نساء كثيرات قبلها.
ويستدعى ذلك مقارنة مع حالة هولاند الذى مازال كتاب صديقته فاليرى عنه حاضراً ومُعبراً عن نموذج مناقض تماماً. ولكن التناقض ليس محصوراً بين ميتران وهولاند، بل نجد مثله أيضاً بين آن وفاليري. فبينما حرصت آن على عدم تخريب علاقة ميتران بزوجته وقدمت تضحية كبيرة عندما بقيت معه فى الظل، أصرت فاليرى على أن يترك هولاند صديقته وزميلته فى الحزب سيجولين رويال التى أنجب منها أبناءه الأربعة. كما تركت هى زوجها من أجل هولاند. وروت القصة كاملة فى كتابها عنه (شكراً على هذه الأوقات).
حقاً، إن «الطيور» على أشكالها تقع.