القتل بدم بارد

القتل بدم بارد

القتل بدم بارد

 العرب اليوم -

القتل بدم بارد

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما ينهار النظام العالمى، ويتحول مبدأ حفظ الأمن والسلم الدوليين إلى حبر على ورق، تنفلت القوة وتصبح عارية من أى غطاء شرعى، وتنتفى الحاجة إلى محاولة تغطيتها بأى مبررات أو ذرائع، ويدفع ملايين البشر ثمن هذا التدهور، ولا يجدون حماية من الترويع والفشل والتهجير القسرى والتطهير العرقى والتشريد فى بقاع الأرض0 وحين تفقد البشرية إنسانيتها، وتتخلى عن الأخلاق والمبادئ والقيم التى تُشَّكل معنى الإنسانية، يصبح الموت نتيجة القتل بدم بارد حدثاً عادياً لا يستحق من الاهتمام أكثر من بضع كلمات ادانة عابرة. 

ويبدو المشهد كما لو أن العالم يتفرج على عمل درامى مسلسل، ويتابع تطوراته كل يوم مثلما يفعل من يشاهدون المسلسلات الطويلة التى يتضمن كل منها عدة أجزاء، وفى كل جزء عشرات الحلقات. 

وفى مسلسل «القتل بدم بارد» المستمر فى منطقتنا منذ سنوات، والذى وصل إلى أحد أشد مراحله إثارة فى الأسابيع الأخيرة، أصبح الموت حدثاً عادياً بالنسبة إلى فئتين0 الأولى منهما تضم من يموتون بقذائف أو صواريخ أو براميل متفجرة تُلقى عليهم من أعلى، أو تستهدفهم عبر مدافع تطلق قذائفها من منطقة قريبة. وبين هؤلاء من يموتون جوعاً فى ظل شح المواد الغذائية فى بعض المناطق التى تدور فيها أحداث المسلسل، أو مرضاً بسبب نقص الأدوية أو نفاذها، ثم نتيجة اختفاء المستشفيات التى يحتاجون إليها للحصول على العلاج. 

أما الفئة الثانية فهم المقاتلون على الأرض، سواء كانوا جنوداً، أو عناصر فى ميليشيات يتكاثر عددها كالفطر فى العراق وسوريا، وبدرجة أقل فى ليبيا واليمن, أو أعضاء فى أجنحة مسلحة لتنظيمات أو أحزاب، أو إرهابيين فى تنظيم داعش أو غيره. 

كان الموت حدثا عاديا بالنسبة إلى هؤلاء الإرهابيين الذين اختاروا طريقه لهم ولغيرهم، وكذلك بعض عناصر الميليشيات التى تزعم مثلهم أنها تدافع عن عقيدة أو مذهب0 ولكنه صار كذلك أيضا لكل من يقاتلون فى هذه البلاد المنكوبة التى لم تعرف يوما معنى الحياة الحرة الكريمة التى يحبها الإنسان ويسعى إلى تحسينها. 

فقد تسلط عليها منذ عقود من دمروا معنى الحياة وجعلوا الأحياء أمواتاً، وخلقوا البيئة الموضوعية التى أصبح الموت فى ظلها حدثاً عادياً. 

المصدر : صحيفة الأهرام اليومي

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القتل بدم بارد القتل بدم بارد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab