بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
تطرقت فى «اجتهادات» يوم 20 أبريل الماضى «نساء .. ورؤساء» إلى الأثر السلبى للسيدة بنيلوب على الحملة الانتخابية لزوجها فرانسوا فيون, الذى خرج من السباق فى الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية التى أجريت الأحد الماضي. وأصبح السباق محصوراً بين ايمانويل ماكرون ومارين لوبن فى جولة ثانية ستجرى الأحد المقبل. وإذا فاز ماكرون، وهو الاحتمال الأرجح حتى الآن، ستصبح زوجته بريجيت هى سيدة فرنسا الأولي.
وربما تقوم بدور فعلى يتجاوز هذه الصفة الشرفية التى لا تعنى أكثر من أنها تقيم فى جناح مخصص لزوجات الرؤساء فى قصر الإليزيه.ورغم أن الفرنسيين، أو معظمهم، يتمتعون بثقافة حديثة تُحترم فيها الحياة الخاصة للإنسان، فقد أثارت العلاقة بين ماكرون وبريجيت اهتمامهم لسببين : أولهما فرق السن بينهما، إذ تكبر بريجيت زوجها بنحو 24 عاماً. والثانى دورها الكبير فى حملته الانتخابية، ودورها فى مساعدته لتحقيق صعوده الصاروخى فى أوساط النخبة السياسية الفرنسية خلال أعوام قليلة.
ولعل أكثر ما يثير اهتمام الفرنسيين بهذه العلاقة قصة الحب القوية التى جمعت ماكرون حين كان طالباً , وبريجيت التى كانت متزوجة وأماً لثلاثة أبناء0وهذا النوع من العلاقات ليس نادرا، وإن لم يكن مألوفا0 كما أن أقل القليل من قصص الحب هذه يستمر, ناهيك عن أن يخلق قصة نجاح كبير على المستوى العام, وليس الثنائى فقط0 بدأت القصة حين التقى طالب فى المرحلة الثانوية ومدرسته التى شجعته على التفوق قبل أن يتحول الإعجاب المتبادل إلى حب أعطى كلاً منهما ما لم يكن سهلاً أن يحصل عليه منفرداً. فرض فرق السن على بريجيت أن تبذل جهداً دؤوباً للمحافظة على شبابها، ونجحت فى ذلك إلى حد كبير0 فقد حافظت على رشاقة لافتة وبطريقة قد تبدو مبالغة.
كما اختارت مصفف شعر ماهراً استطاع أن يجعلها تظهر أصغر من عمرها.والأهم من ذلك أنها حافظت على حيويتها، وزادت من معارفها، على نحو أتاح لها أن تدير العلاقات العامة لزوجها بحرفية0 وكان دورها جوهرياً فى تقصير رحلته السياسية، إلى أن خاض الانتخابات الرئاسية وهو فى التاسعة والثلاثين, وأصبح على أبواب الإليزيه الذى قد يستقبل سيدة أولى ستقوم بدور غير مسبوق فى تاريخ زوجات الرؤساء الفرنسيين.
المصدر : صحيفة الأهرام