الواقعى  والخيالى

الواقعى .. والخيالى

الواقعى .. والخيالى

 العرب اليوم -

الواقعى  والخيالى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تُستخدم كلمة الواقعية فى اللغة العربية لوصف نوعين من المواقف السياسية. النوع الأول هو المواقف الروتينية التى تُعد تحصيل حاصل أو إعادة إنتاج مواقف سابقة. والنوع الثانى هو المواقف الضعيفة أو المترددة أو التى تنطوى على تنازلات مجانية. ولا تختلف دلالة كلمة الواقعية السياسية فى معظم اللغات، إذ تدل على معنى القبول بما يتيسر أو يبدو متاحاً أو مرتبطاً بتوازنات معينة.

ولكن الواقعية تُستخدم أيضاً لتبرير مواقف يؤدى القبول بأمر واقع معين فيها إلى تقديم تنازلات غير ضرورية، أو الذهاب بعيداً فى التخلى عن مبادئ معينة على نحو يتجاوز الأساس الذى تقوم عليه الاتجاهات الواقعية، وهو القبول بالمتاح أو الممكن.

وفى هذه الحالة نجد خلطاً بين القبول بالممكن وبين مفهوم «فن الممكن» الذى يحلو للبعض أن يعتبره جوهر العمل السياسى على أى صعيد. فلكى يتيسر الحديث ابتداء عن «فن الممكن» لابد أن تكون لدى متخذ الموقف الواقعى رؤية واضحة ينطلق منها، ليحدد ما هو الممكن الخلاَّق الذى يحقق أكبر قدر من المكاسب، ويساعد على تقليل الخسائر.

ويتعذر الحديث عن «دفن الممكن» بهذا المعنى بدون قدر من الخيال السياسى، الذى لا يدرك بعض من يعتبرون أنفسهم واقعيين مستوياته المتعددة. فالنزعة الخيالية، التى هى نقيض الواقعية، تنطوى على تحليق فى آفاق بعيدة، الأمر الذى يجعلها نوعاً من الجموح وسعياً إلى المستحيل الذى يتجاوز القدرات وينفلت من ضوابط الحسابات الدقيقة, وقد يتحول الى مغامرات.

غير أن هناك قدرا من الخيال السياسى لابد أن تتضمنه أي رؤية تنير الطريق0 ويعتبر هذا القدر من الخيال أقرب إلى معنى الحلم الذى ينطلق من الواقع، وليس التحليق المفارق لهذا الواقع. والحلم فى هذا السياق هو التطلع إلى تحقيق هدف يتطلب عملاً وفق رؤية تحدد خطوات هذا العمل ومراحله لتحويله إلى واقع فى فترة محددة. وهذا هو ما يجعل «فن الممكن» تعبيراً عن إنجاز يمكن تحقيقه لتغيير الواقع، وليس عن الإبقاء على هذا الواقع والخضوع بالتالى لمتطلباته، ناهيك عن التطوع بما هو أكثر منها ولذلك فالمنهج الواقعى الصحيح هو الذى يقدم دليلاً للتحرك إلى الأمام، وليس إلى الوقوع فى المكان الذى نقف فيه.

المصدر : صحيفة الأهرام

 

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقعى  والخيالى الواقعى  والخيالى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab