لهذا ليس دولة

لهذا ليس دولة

لهذا ليس دولة

 العرب اليوم -

لهذا ليس دولة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُسأل من يستخدمون عبارة الكيان الإسرائيلى أو الصهيونى أحيانًا لماذا لا يقولون أو يكتبون دولة إسرائيل بوصفها حقيقةً واقعةً حتى إذا لم يعترفوا بها. ويُجاب عن هذا السؤال بأن الأمر الواقع لا يكتسب شرعيةً فى نظر من لا يقبلونه لإيمانهم بأن الحق فوق القوة. وآية ذلك أن الكيان الإسرائيلى لا يُعتبر دولة طبيعية، ولا يكفى الاعتراف الدولى به ليكون كذلك، لأنه قام على اغتصاب أرض ليست له، ولأن من يقيمون فيه لا يُعدون شعبًا بل مستوطنون مسلحُ أكثرهم رجالاً ونساءً سواء فى الخدمة العسكرية النظامية أو فى قوات الاحتياط.

ولأن هذا الكيان ليس دولةً لا نجد أحدًا فيه تقريبًا يخجل من قرار الدائرة التمهيدية فى المحكمة الجنائية الدولية توقيف رئيس حكومته ووزير دفاعه السابق لتوافر أدلة كافية على أنهما مجرما حرب. وهذا اتهام قضائى يستند على القانون، وليس سياسيًا يمكن أن يُختلف عليه.

ولأنه كذلك، فهو يعتبر وصمة عارٍ فى أى دولة حقيقية مادام مستندًا على أساس قانونى صحيح، ومُدعمًا بأدلة مستمدة من وقائع تابعها العالم كله، ومازال، منذ أكتوبر 2023. قتلُ عمدى للمدنيين، وتدميرُ لمنازلهم ومحاولاتُ لإذلالهم، وقصفُ للمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتخريبُ للمواقع الأثرية التى تُعد تراثًا إنسانيًا.

ولو أن هذا الكيان دولةُ حقًا لخجل أكثر سياسييها وشعبها، ولا نقول كلهم، ممن وضعوه فى هذا الوضع المُهان، واتخذوا مواقف ضده، واعتذروا عن جرائم حكومتهم وجيشهم. فلا يليق بدولةٍ أن يحكمها مجرمو حرب، كما يقول لنا غلاف مجلة لومانتييه الفرنسية فى عددها الصادر غداة إعلان القرار القضائى بتوقيف نيتانياهو وجالانت. فقد تصدرت صورة منتقاة بعناية لنيتانياهو الغلاف، وكُتب عليه مجرم حرب Criminel De Guerre.

وفى التعليق اعتبر محرر المجلة الاتهام القضائى الجنائى الدولى وصمة عار لا يمكن محوها بغض النظر عن إلقاء القبض على نيتانياهو وجالانت من عدمه, وحتى إن رضخت المحكمة لضغوط هائلة تمارس عليها، وتهديدات إجرامية تتلقاها، وسحبت قرار الاتهام متذرعةُ بأى ذريعة، سيكون تراجعها مكشوفًا، وستبقى وصمة العار لصيقةً بهذا الكيان.

arabstoday

GMT 04:24 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

... وبصل ألماني

GMT 04:22 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

عبير الكتب: مارون والمتنبّي والرأس الضخم

GMT 04:21 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

الرابحون والخاسرون من مواجهة ترمب وزيلينسكي

GMT 04:18 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

عودة مصطفى الكاظمي إلى العراق

GMT 04:16 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

ترمب والثورة الثانية والتاريخ

GMT 04:14 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

الحقول النفطية في الضفة وغزة

GMT 04:12 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

التنظيمات المسلحة بلا سلاح

GMT 04:09 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

زيارة إلى جامعة دمياط الجديدة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا ليس دولة لهذا ليس دولة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:56 2025 الأحد ,02 آذار/ مارس

أسعار النفط تسجل 3% خسارة شهرية

GMT 00:25 2025 الإثنين ,03 آذار/ مارس

إضراب عمال مطار ميونيخ يشل حركة الطيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab