العلمانية ليست ديناً

العلمانية ليست ديناً

العلمانية ليست ديناً

 العرب اليوم -

العلمانية ليست ديناً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عبر بعض من علقوا على اجتهادات الخامس من سبتمبر الجارى «الجدل حول العلمانية» عن شكوكهم فى إمكانية تغيير معنى العلمانية السلبى الذى شاع لعقود طويلة، ورسم لها صورة مناقضة للدين أو جعلها عقيدة بديلة عن الدين!.

غير أنه من الصعب الجزم مسبقاً بنتيجة أى محاولة للتغيير، سواء فى مجال الأفكار والمفاهيم، أو فى الواقع0 التغيير صعب بوجه عام مهما يكن مجاله، وأياً كان مقصده. وتغيير مفاهيم خاطئة راسخة لأزمان طويلة أصعب من غيره. وقد لا يتيسر هذا التغيير إذا اقتصر على طروحات ومجادلات نظرية، وخاصة حين يكون الهدف منه مرتبطاً بالواقع.

وهذه هى الحال فيما يتعلق بمسألة العلمانية التى يرتبط المفهوم فيها بالواقع. ولذا فإن تغيير المفهوم, أو بالأحرى تصحيحه، لا معنى له إلا إذا شمل الواقع المرتبط به أو المترتب عليه. ويرتبط مفهوم العلمانية، فى هذا السياق، بالنظام السياسى الذى أظهرت معظم التجارب فى القرنين الأخيرين أنه يكون أفضل كلما خلا من مكونات دينية. والمقصود بالنظام السياسى المساحة التى تحدث فيها التفاعلات المتعلقة، بالإطار الدستورى، وتنظيم السلطات، وصنع القرار السياسى، والتنافس بين الأحزاب وما يشبهها من كيانات.

والنظام السياسى، على هذا النحو، جزء رئيسى فى المجال العام بمساحته الأوسع التى يدخل فيها كل ما يتعلق بالنشاطات والاهتمامات التى تتجاوز الحيز الخاص للإنسان، أى أسرته وعمله وصداقاته وعلاقاته الشخصية.

والعلمانية تفصل الدين عن النظام السياسى، وليس عن المجال العام فى مجمله. يستطيع الناس تنظيم نشاطاتهم الدينية وممارساتها طالما أنها ليست سياسية. والدين، بهذا المعنى، ليس مجرد شأن خاص أو علاقة محصورة بين الإنسان وربه. الإيمان الدينى هو الذى يُعد أمراً خاصاً تماماً. ولكن للدين تجليات مجتمعية أيضاً تتجاوز بطابعها العلاقة الإيمانية الخاصة جداً بين الإنسان والله.وإحدى وظائف النظام السياسى العلمانى أن يحمى حقوق أصحاب الإيمان والعقائد كافة فى العبادة وممارسة الشعائر الدينية والنشاطات المجتمعية على قدم المساواة، وأن يمنع أتباع أى دين من حرمان غيرهم من هذه الحقوق أو النيل منها.وحين تكون العلمانية محايدة تجاه الأديان والعقائد، وحامية لأصحابها جميعهم، لا يُعقل اعتبارها بديلا عنها.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

GMT 14:23 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مواجهة الإرهاب.. حصاد 18 عاماً

GMT 14:21 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

إسرائيل بعد الانتخابات.. فيم ستختلف؟

GMT 07:46 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

هل تُزهر الأشجار في السودان؟

GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلمانية ليست ديناً العلمانية ليست ديناً



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab