بقلم - وحيد عبدالمجيد
سيبقى الجدل حول تقنية الحكم المساعد بواسطة الفيديو VAR مستمراً لبعض الوقت، كما يحدث عادةً فى بدايات التطورات الكبيرة والمهمة فى مختلف المجالات. التجارب الأولى مثيرة للجدل دائماً، خاصة عندما تبدأ فى وجود خلاف عليها.
كان الخلاف على جدوى هذه التقنية، كما على مدى فعاليتها، قائماً منذ أن كانت فكرة. الخلاف سابقا على تطبيقها بشكل كامل فى مونديال روسيا. وسيظل مستمراً إلى أن يصبح اتخاذ القرار عن طريقها أكثر سرعة، لأن معظم المعترضين عليها يدفعون بأنها تُفقد كرة القدم متعتها عندما توقف المباراة لعدة دقائق يذهب الحكم خلالها لمشاهدة اللعبة التى يحتاج التأكد منها، أو يُنصح بأن يشاهدها عبر الشاشة، أو يقبل طلب أحد الفريقين اللجوء إليها. والأرجح أن الوقت الذى يحتاجه الحكم لاتخاذ القرار فى حالة تطبيق هذه التقنية سيقل تدريجياً مع الوقت. ولكن يتعين، أيضاً، حل مشكلة عدم معرفة الجمهور فى المدرجات ما يحدث عندما يوقف اللعب فجأة. ويمكن إيجاد هذا الحل عن طريق إعلام الجمهور فى هذه الحالة إما عن طريق مكبر صوت يتحدث عبره الحكم الرابع، أو عبر وضع شاشتين كبيرتين فى جانبى الملعب بحيث يكتب فيهما ما يفيد هذا المعني.
تبقى الشكوى من عدم وجود معيار يحكم لجوء الحكم إلى هذه التقنية من عدمه. وتوجد مبالغة شديدة فى هذه الشكوى وصلت إلى حد الاعتقاد فى أنها تُطبق وفق أهواء الحكام. فالحكم يلجأ إلى هذه التقنية عندما لا يكون متأكداً من قراره. ولا يُلزم بمشاهدة الفيديو فى حالة تأكده من أنه رأى ما حدث جيداً، واتخذ القرار الصحيح.
ولكن خبرة مونديال روسيا تفيد حتى الآن أن أخطاء الحكام قلت بنسبة كبيرة للغاية. كان المتوسط العام لهذه الأخطاء فى دورات المونديال السابقة، وغيرها من المسابقات الدولية، فى حدود 5 فى المائة. وعندما تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 1 فى المائة فى 48 مباراة أُجريت فى دور المجموعات، وفقاً للبحث الذى قامت به لجنة التحكيم فى «الفيفا» فهذا نجاح كبير يجعل مونديال روسيا هو الأكثر عدلاً فى تاريخ المسابقة الرياضية الأكثر شعبية وأهمية.