تخريبُ أم جهل

تخريبُ أم جهل؟

تخريبُ أم جهل؟

 العرب اليوم -

تخريبُ أم جهل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 

يأبى الساسة الأمريكيون وأتباعهم إلا أن يروا منطقتنا بعين تنظر إلى الطوائف والأعراق قبل كل شىء. يبدو أكثرهم كما لو أنهم قادمون لتوهم من العصور الوسطى. وآخر تجليات هذه النظرة الضيقة مطالبة وزير الخارجية الأمريكى-الصهيونى أنتونى بلينكن ومسئولين آخرين بأن تضم الحكومة السورية المقبلة، التى يُتوقع تشكيلها فى مارس مع بدء المرحلة الانتقالية، مختلف الأقليات. وهذا مطلبُ يدل إما على سعىٍ إلى تخريب الانتقال السياسى فى سوريا، أو إلى جهل بتركيبها الاجتماعى. فهو مطلب يستحيل تحقيقه إلا بصورة كاريكاتورية لأنه يتطلب حكومةً تضم عددًا هائلاً من الوزراء الذين لا علاقة لهم، أو لمعظمهم، بعمل وزاراتهم لكى تتسع لمختلف الطوائف والأعراق.

المجتمع السورى من أكثر مجتمعات العالم من حيث التعدد الطائفى والعرقى والعشائرى. على المستوى الطائفى يوجد مسلمون ومسيحيون. والمسلمون مذاهب متعددة. يوجد سُنة وعلويون وشيعة وإسماعيليون ودروز. والمسيحيون بدورهم يُقسمون إلى أرثوذكس وكاثوليك. والكاثوليك كنائسُ مختلفة لا يقل عددها عن سبع. وبالنسبة إلى الأعراق يوجد عرب وأكراد وأرمن وأشوريون وتركمان وكلدان.

ولا يقود تمثيل كل هذه المكونات، وربما معها عشائر ـأيضًا, إلا إلى صب زيت على نار انقسام عمّقه نظام الأسدين لأكثر من نصف قرن، ولا يمكن لسوريا أن تحقق وحدتها الوطنية إلا بإنهائه. وإذ يبدو أن الساسة الأمريكيين، سواء من يستعدون لترك السلطة، أو من يجهزون أنفسهم لاعتلائها، يريدون هذا المسار الكارثى, فلا يُعقل أن يكون موقفهم ناتجًا من جهلٍ بما يعلمه كُثُرُ فى العالم. والأرجح بالتالى أنه ينم عن رغبة فى تخريب عملية الانتقال فى مهدها. فتمثيل فئات المجتمع المختلفة لا يكون فى حكومة ينبغى أن تكون الكفاءة هى المعيار الرئيسى فى اختيار وزرائها، بل فى جمعية وطنية واسعة أو مجالس تمثيلية فى المحافظات تنبثق عنها لجنة لصياغة دستور جديد. ولكن لتفادى صراعات يُرجح أن تترتب على حجم تمثيل كل من هذه المكونات وكيفية اختيار ممثليها، وأخرى أكثر حدة حول بعض النصوص، يحسن تأجيل هذه العملية لسنوات، وهو ما نبقى معه غدًا.

arabstoday

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تخاريف داني دانون!

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 10:16 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هل الأزمة السودانية في نهاياتها؟!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

عقلانية الشرع

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الشتات مأوى الأحياء والأموات

GMT 10:12 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أسرار كينيدي والشعّار!

GMT 09:46 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

قبطان العالم الجديد: دونالد ترمب!

GMT 09:45 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هراري... الشبكات المعلوماتية ونهاية الإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخريبُ أم جهل تخريبُ أم جهل



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية
 العرب اليوم - السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 02:54 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب

GMT 03:50 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب حرب تجارية مع أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab