ليسوا مجانين

ليسوا مجانين

ليسوا مجانين

 العرب اليوم -

ليسوا مجانين

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

تدل متابعة مسار التجارب الصاروخية والنووية فى كوريا الشمالية على أن القرارات المتعلقة بها مدروسة ومعتمدة على رؤية واضحة. ليس مجنونا الرئيس كيم جونج أون وأركان نظامه، ولا هم صبية يلهون بأمن العالم وأمانه، بعكس الخطاب الذى يعتبرهم كذلك فى كثير من وسائل الإعلام الغربية، بل فى الخطاب السياسى الرسمى لبعض الحكومات. 

يعتمد هذا الخطاب على صور تُلتفظ للرئيس جونج أون حين يتفقد صاروخاً، ويبدو ضاحكاً ملء شدقيه، أو عندما يطلب من مرافقيه أن يأتوه بالمنظار المكبَّر ليتابع تجربة صاروخية، فيبدو كما لو أنه يلهو بمفرقعات لا يدرك خطرها. ويكثر فى هذا السياق الحديث عن سلوكياته التى يبدو بعضها غير طبيعية, والتذكير بما فعله عندما قتل زوج عمته ثم ذهب لتناول العشاء معها، وقصص أخرى تُروى فى سياق التدليل على أن وجود سلاح نووى بين يديه كارثة للعالم. 

ويغيب عمن يسعون إلى شيطنة جونج أون أنه حفيد الرئيس كيم أيل سونج الذى أسس نظام الحكم الحالى فى كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتطلع إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية، ولكنه تراجع عندما أدرك أن التكلفة فادحة والطرق مسدودة. وكان تراجعه هذا قراراٍ عاقلاُ0 

تبنى هذا النظام منذ البداية عقيدة أطلق عليها «الاستقلال المطلق» التىتقوم على تجاهل القواعد المنَّظمة للعلاقات الدولية، سواء كانت قانونية أو سياسية. ولذلك لم يعترف بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأصر على المضى قدما فى برنامج يهدف إلى تطوير هذه الأسلحة مدفوعاً بعاملين. أولهما مرتبط بعقيدة «الاستقلال المطلق» وهو الإيمان بأن الدولة الضعيفة لا تستطيع تعزيز مركزها على المستوى الدولى إلا إذا امتلكت سلاحاً نووياً. والعامل الثانى يرتبط بعدم قدرة كوريا الشمالية على الحصول على الطائرات الحربية الحديثة التى تعتقد قيادتها أنها ضرورية للدفاع عن البلاد. 

وما يفعله الرئيس جونج أون اليوم ليس إلا امتداداً لهذه السياسة فى مرحلة متقدمة من البرنامجين النووى والصاروخى، واعتماداً على تراكم الخبرة فى إدارة الصراع حولها بطريقة فرض الأمر الواقع، واستغلال الصعوبات الهائلة التى تحول دون رد عسكرى تدفع كوريا الجنوبية جزءاً كبيراً من فاتورته، وتخشى روسيا والصين تبعاته عليها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا مجانين ليسوا مجانين



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab