بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
دورةٌ مختلفة حقًا، ورئيسٌ ليس كغيره فعلاً. حضر عدد كبير من النجوم، ومن يعتبرون كذلك، الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اختُتم قبل أيام. ولكن نجمه الحقيقى هو الفنان القدير حسين فهمى، الذى حرص على أن تكون هذه الدورة لفلسطين دون أن تُسمى كذلك، بخلاف الدورة السادسة للمؤتمر العام للصحفيين المصريين التى ستُعقد بين 14 و16 ديسمبر المقبل حيث اتُفق على تسميتها دورة فلسطين. افتتاحُ فلسطينى الطابع يصعب تصور ما قد يكون أجمل منه. جاءت كلمة رئيسه فى الصميم، إذ قال إن الفن حاضرُ فى المحن والأزمات، والسينما قادرة على حكى قصص عن أشخاص عاشوا وحلموا، وعن آخرين فقدناهم ولكنهم تركوا أثرًا فينا بأعمالهم. وقد أشعلت فرقة «وتر الفنون» حماس الحضور برقصة الدبكة الفلسطينية الجميلة. والأجمل أن الفرقة من غزة. ولا تقل أغنيتها «أرضى على دينى .. أنا دمى فلسطينى» جمالاً. وقل مثل ذلك عن فيلم الافتتاح «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطينى الفنان المناضل رشيد مشهراوى. فيلم عامر بالرمزيات كوسيلةٍ للتعبير عن معان وأفكار وأحلام يتعذر تجسيدها بشكل مباشر فى سيناريو وحوار وصور سينمائية. ولا ننسى الموقف المبدئى الذى اتخذه رئيس المهرجان وزملاؤه، إذ رفضوا مشاركة أى شركة من الشركات موضع المقاطعة فى رعاية المهرجان، برغم أن بعضها كان مستعدًا لدفع أى مبلغ مقابل هذه المشاركة. عشرة أيام كانت حافلةً بالفن الجميل. حظيت أفلام فلسطينية ولبنانية بحضور قوى خلالها،وعُرضت مع غيرها من الأفلام فى عدد من دور العرض خارج مقر المهرجان فى دار الأوبرا المصرية. وهذا تقليد محمود كان معمولاً به فى بعض الدورات السابقة، ويُرجى أن يستمر العمل به فى الدورات المقبلة. والمهم أن هذه الأفلام، التى جاءت من 72 دولة فى أنحاء العالم، عبرت عن تيارات سينمائية متعددة،فضلاً عن التنوع الثقافى البديع. تحية للفنان الكبير حسين فهمى وزملائه فى إدارة المهرجان بعد انتهاء «دورة فلسطين» السينمائية بنجاح كبير، وفى انتظار دورة فلسطين الصحفية فى المؤتمر العام السادس للصحفيين المصريين الشهر المقبل.