بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
تزداد فى كل يوم مخاوف العسكريين الصهاينة الذين يشاركون فى إبادة قطاع غزة من السفر للخارج. حتى وقت قريب كانت المخاوف من احتمال ملاحقتهم فى بلد أو آخر نظرية. ولكن الاحتمال صار واقعًا بعد أن تمكنت مؤسسة هند رجب, التى أُنشئت فى بروكسل لتحقيق العدالة لضحايا حرب الإبادة,، جمع معلومات تفصيلية عن أكثر من ألف ضابط وجندى وبدأت فى تقديمها إلى القضاء فى عدد متزايد من الدول، إلى جانب إرسالها إلى محكمة الجنايات الدولية. وتتضمن هذه المعلومات فيديوهات قام بعض المُراد ملاحقتهم بتصويرها بأنفسهم ووضعها على حساباتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى تعبيرًا عن فخرهم بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. قبل أيام فر جندى إسرائيلى من البرازيل كما لو أنه فأر مذعور. هرب فى مطلع الفجر تحت جنح الظلام بمساعدة موظفين فى السفارة الصهيونية. كان الجندى فى البرازيل لزيارة بعض أقربائه خلال إجازته عندما طلبت منه السفارة الصهيونية الاستعداد للرحيل فورًا، لأن المحكمة الفيدرالية وافقت على طلب قدمه محامو مؤسسة هند رجب لتوقيفه واستجوابه. وعندما توجه إلى الأرجنتين المجاورة للبرازيل, قُدم بلاغ ثان ضده, فى الوقت الذى طُلِب توقيف جندى آخر ذهب إليها, قبل أن يفرا إلى إسرائيل. وتزامن ذلك مع ملاحقة جندى آخر فى شيلى بموجب شكوى قدمها 620 من أعضاء جمعية المحامين بناء على الأدلة التى جمعتها المؤسسة نفسها. وتضاربت الأنباء بشأن طريقة هرب هذا الجندي.
وسبق هؤلاء ضابط احتياط إسرائيلى كان فى قبرص وفر منها فى نوفمبر الماضى فور علمه بوجود بلاغ ضده. وحسب مصادر إعلامية متطابقة تقريبًا تضمن البلاغ ضده فيديو يظهر فيه وهو يشعل النار فى عدد من المنازل، ويتحدث عن ضرورة تهجير الفلسطينيين بالقوة. وحدث مثل ذلك مع جندى صهيونى آخر فى سريلانكا الشهر الماضي. وهكذا أصبحت مؤسسة هند رجب مصدر ذعر للعسكريين الصهاينة الذين يصبحون كالفئران المذعورة حين يُفاجأون بأنهم مطلوبون للعدالة فى بلادٍ يسافرون إليها, لعل روح الطفلة الفلسطينية التى تحمل هذه المؤسسة اسمها ترتاح، ومعها أرواح كل الشهداء الذين يزداد عددهم كل يوم.