بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
يبدو الرئيس ترامب واثقًا بشكل مذهل من قدرته على تخفيض درجة حرارة العلاقات الدولية التى تقترب من مستوى الغليان. وربما كان هذا وراء إصراره على إبرام اتفاق غزة عشية دخوله البيت الأبيض. ولكنه سيجد أن الأوضاع أصعب مما يتصور. لم يكن العالم فى مثل هذه الحالة منذ الحرب العالمية الثانية. وحتى السخونة, التى نتجت عن أزمة الصواريخ السوفيتية فى كوبا عام 1962 لم تصل إلى درجة الحرارة الراهنة. فقد أمكن حل تلك الأزمة بسرعة قياسية، فلم تستمر أكثر من عشرين يومًا. وفتحت تسويتها بطريقة مرضية للاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة بابًا واسعًا للتفاوض من أجل وقف سباق التسلح وتوقيع اتفاقيات عدة لم يبق منها إلا واحدة «ستارت الجديدة» اقترب موعد انتهاء سريانها دون أن يظهر فى الأفق ما يدل على إمكان تجديد العمل بها.
الوضع مختلف الآن كثيرًا. المزاج العام السائد فى العالم شديد الحدة. والأزمات والصراعات التى تُشعل العالم مستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام عندما نشبت حرب أوكرانيا. نحو ألف يوم اندلعت فيها حربان مدمرتان تسببتا فى تعقيد الأزمات الجيو-سياسية وأحدثتا آثارًا اقتصادية واجتماعية كبيرة، فضلا عن عشرات الصراعات المتفاوتة الحدة.
تعهد ترامب فى حملته الانتخابية بمعالجة هذه الأوضاع كلها، وإنهاء الحرب فى شرق أوروبا والشرق الأوسط. وسيظهر فى الشهور المقبلة ما يستطيع أن يفعله، وهل سيقدر على خفض حرارة العلاقات الدولية وتقليل سخونتها التى تتجاوز الاحترار المترتب على المناخ، أم سيزيدها سخونةً عبر تشجيع الكيان الإسرائيلى على مواصلة جرائمه وتوسيع نطاقها مما قد يؤدى إلى حرب إقليمية واسعة لم يختف شبحها من سماء الشرق الأوسط طول العام المنصرم. ومازال شبح هذه الحرب يحوم، فيقترب حينًا ويبعد حينًا آخر. وسيتوقف هبوطه من سماء المنطقة إلى أرضها على سياسة ترامب وإد