قد صِرن كلها جرائم

قد صِرن كلها جرائم

قد صِرن كلها جرائم

 العرب اليوم -

قد صِرن كلها جرائم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 

«هكذا أيام الصهاينة قد صِرن كلها جرائم حتى ليس فيها جرائم». هذا تصرف بسيط فى رد الأديب الراحل الكبير مصطفى صادق الرافعى على أحد أسئلة الكاتب محمود أبو رية فى أوائل القرن الماضى. فقد استبدلنا أيام الصهاينة بالأيام، والجرائم بالعجائب، ليصبح كلامُه قبل أكثر من قرن معبرًا أيما تعبير عن حالة العالم البليد اليوم تجاه أبشع جرائم الإبادة الشاملة.

قصد الرافعى أنه إذا تعودنا على العجائب لكثرتها تكف عن أن تكون كذلك. هكذا قال فى رسالة تضمنها كتاب نشره أبو رية تحت عنوان (من رسائل بعث بها الأديب وحجة العرب مصطفى صادق الرافعى إلى صديقه محمود أبو رية من 1912 إلى 1934).

وثابت أن أبا رية تلقاها منه، لأن طعن الكاتب وائل حافظ عليها ارتبط بمحاولته التهوين من شأن العلاقة بينهما، ومحاججته بأن الرافعى برىء من آراء أبى رية فى الصحابى الجليل أبى هريرة. فقد أقر بأن الرافعى كتبها, ولكن بفعل إلحاح أبى رية عليه، وذلك فى مقالات نشرها عام 2012 تحت عنوان (براءة الرافعى من أبى رية). ويعبر كلام الرافعى ذاك مع تصرف بسيط عن بلادة العالم الذى تعود على ما يفعله الصهاينة إلى حد أنه بات يتعامل معها كما لو أنها لم تعد جرائم، بل مجرد مخالفات لا تستوجب سوى مطالبة خجولة بوقفها أو استنكارها أو إبداء الأسف والأسى من وقت إلى آخر.

لم يترك الصهاينة وحلفاؤهم فى تحالف الإرهاب الغربى جريمة من جرائم الإبادة الجماعية إلا ارتكبوها، ومازالوا. وزادوا عليها ما لم يدر فى خلد واضعى اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. فقد اقتصر الحظر الوارد فيها على إبادة البشر, وليس كل شيء على الأرض, كما ورد فى مادتها الثانية التى يتفرج العالم على تمزيقها فى قطاع غزة لأكثر من عام، ثم فى لبنان منذ منتصف سبتمبر الماضى. ولم يتوقع أحد وقت اعتماد الاتفاقية عام 1948 أو فى سنوات تالية أن تُمزق إربًا إربًا على مرأى من العالم، وتغدو الجرائم المحظورة فيها كما لو أنها ليست جرائم.

arabstoday

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تخاريف داني دانون!

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 10:16 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هل الأزمة السودانية في نهاياتها؟!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

عقلانية الشرع

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الشتات مأوى الأحياء والأموات

GMT 10:12 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أسرار كينيدي والشعّار!

GMT 09:46 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

قبطان العالم الجديد: دونالد ترمب!

GMT 09:45 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هراري... الشبكات المعلوماتية ونهاية الإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قد صِرن كلها جرائم قد صِرن كلها جرائم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية
 العرب اليوم - السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 02:54 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب

GMT 03:50 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب حرب تجارية مع أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab