اختفــاء زعيـــم

اختفــاء زعيـــم

اختفــاء زعيـــم

 العرب اليوم -

اختفــاء زعيـــم

د. وحيد عبدالمجيد

ظهر الزعيم أخيرا بعد أن اختفى 40 يوما أثار اختفاؤه أسئلة لا تقل عبثا عن تلك التى يطرحها ظهوره هكذا الحال دائما فى بلاد الزعماء الملهمين,

وخاصة حين يكون الظلام مطبقا كما فى كوريا الشمالية بلد لا صلة له بهذا العصر. إذا استبعدنا أسلحته الحديثة المكرَّسة لحماية سلطة متوحشة، والرفاهية التى يعيش فيها أركان هذه السلطة وأتباعها، تبدو كوريا الشمالية أقرب إلى متحف عن مرحلة غابرة فى التاريخ.

هذا البلد, الذى سقط سهواً فى مسيرة التاريخ، فضل المجتمع الدولى ترك شعبه رهينة لدى أسرة حاكمة ذات طابع أسطورى ترفع هذه الأسرة شعارات شيوعية وتحكم بطريقة ملكية وتعتبر الأرض ومن عليها ملكاً لها

وفى بلد يصبح ويُمسى على وقع خطوات الزعيم الأوحد، لابد أن يكون اختفاء هذا الزعيم هو الشغل الشاغل للجميع، كما لمن يهتمون بما يحدث فى هذا البلد إما لأسباب سياسية واستراتيجية، أو لعوامل تتعلق بالتسلية ومتعة متابعة أوضاع تفوق فى إبهارها أقصى ما يقدمه ديزنى لاند.

ورغم الظلام المطبق الذى يعيش فيه الكوريون الشماليون، والصمت الرهيب المفروض، انتشرت الشائعات التى يصعب تجنبها فى مثل هذه الظروف.

وأصبح أى مسئول يظهر بمعدلات أعلى مما كان، أو يتصور الناس أنه تجاوز الحدود التى كان يتحرك فيها من قبل، مرشحاً لأن يكون هو من انقلب على الزعيم المختفى، وربما صار على من كان أكثرهم إثارة للجدل, وهو هوانج بيانج سو, أن يتحسس رقبته الان.

ولذلك كان ضرورياً أن تزداد جرعات تأليه الزعيم لتأكيد أن كل شىء بين يديه حتى وهو غائب عن الأنظار، وأنه يواصل رعاية عبيده الذين يعيش اكثر من نصفهم تحت خط الفقر، وإزدادت معدلات عقد الندوات التعليمية التى يتم تلقين الناس فيها نصاً واحداً، ويُعتبر حضورها واجباً وطنياً والغياب عنها خيانة، للإشادة بمثاقب الزعيم العظيم ولكن بدون توضيح أنه اختفى بسبب الأمراض التى تكالبت عليه رغم صغر سنه لشرهه فى الطعام كما فى السلطة! وهذا هو بعض ما يترتب على حكم الزعيم الأوحد, حيث تنتشر ثقافة العبودية فتدمر المجتمع.قد يكون هذا الدمار أكثر شمولا فى كوريا الشمالية.ولكن يظل سمة لصيقة بالسلطة الأحادية المطلقة, وان اختلفت درجاته.

arabstoday

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

ليلة رعب فى سانتياجو

GMT 18:33 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

مشوار الإحساس

GMT 18:31 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

أوكرانيا ليه؟

GMT 14:37 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

المليار الذهبي وتناقص سكان العالم

GMT 07:58 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

هل على “الحزب” الحلم بـ 17 أيّار؟

GMT 06:41 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

الكلاب مرة أخرى!

GMT 06:39 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

هيبة أمريكا على المحك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختفــاء زعيـــم اختفــاء زعيـــم



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 02:34 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

شهيد في قصف للاحتلال شرق رفح

GMT 16:22 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 160 ألف شهيد ومصاب

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الكشف عن البرومو الأول لبرنامج رامز جلال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab