فشل فاضح

فشل فاضح!

فشل فاضح!

 العرب اليوم -

فشل فاضح

د. وحيد عبدالمجيد

ينتهى هذا العام العقد الذى حدده «إعلان الألفية» الصادر عن قمة عالمية عُقدت فى نيويورك عام 2005 بهدف معالجة مشاكل الفقر والتفاوت الاجتماعى فى العالم. بدا خلال تلك القمة كما لو أن ضميراً إنسانياً حل فجأة فى عالم متوحش يأكل الكبير فيه الصغير.

فقد حفل «إعلان الألفية» بـ»اعترافات» نادرة لا تصدر إلا فى لحظة من لحظات الضمير الذى لم يعد له مكان فى عالمنا وبلاده, مثل الاعتراف بأن الفقراء يزدادون فقراً بينما يصير الأغنياء أكثر ثراء. كما أفرط فى تقديم وعود بألا ينتهى عقد (من 2005 إلى 2015) إلا ويكون العالم قد أصبح أكثر إنسانية.

ومن بين هذه الوعود مثلاً (عدم حرمان أى فرد أو أمة من فرصة التنمية)، و (التضامن فى مواجهة التحديات العالمية عبر توزيع التكاليف والأعباء بصورة عادلة). ولكن أهم تلك الوعود كان (التصميم على أن تنخفض إلى النصف بحلول عام 2015 نسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومى عن دولار واحد، وأن يتمكن جميع الأطفال فى العالم فى العام نفسه من إتمام مرحلة التعليم الابتدائى).

ولأن هذا الإعلان يشبه «الجواب» الذى «يبان من عنوانه»، فقد كان واضحاً مدى خوائه. فقد خلا من تحديد سياسات تلتزم بها الدول الكبرى والشركات العملاقة للحد من التفاوت بين الشمال والجنوب، وتوجهات تتبعها كل دولة للحد من هذا التفاوت فى داخلها.

كما لم يتضمن الإعلان أى ترتيبات مؤسسية لمتابعة التطور الذى كان مفترضاً أن يحدث بشكل تدريجى فى تنفيذ «إعلان الألفية»، ناهيك عن محاسبة من يلقى بهذا الإعلان فى أول صندوق قمامة يصادفه فى طريق عودته من قمة نيويورك.

ولذلك ليس غريباً أن ينتهى «عقد الألفية» بفشل لا يكفى أن نعتبره كاملاً. فهو لم يفشل فقط فى إحراز أى تقدم باتجاه تحقيق أى من الوعود التى أفرط فيها، بل أخفق أيضاً فى وضع حد لتنامى الفقر وازدياد شراسته وتوسع نطاق التفاوت الاجتماعى الذى صار أكثر حدة اليوم مما كان عليه عام 2005. وهذا فشل أقل ما يوصف به أنه فاضح بعد أن أصبح أقل من 1% (0.7%) من سكان العالم فقط يملكون 44% من الثروة العالمية.

 

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل فاضح فشل فاضح



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab