العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب»

العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب»

العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب»

 العرب اليوم -

العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب»

محمود مسلم

وصل د. سيد عبدالخالق، وزير التعليم العالى، إلى منصبه بآلية مختلفة عن التى أتى بها د. عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، فالأول اختاره م. إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، فى تشكيله الثانى، بعد أن قابله أثناء إعداد حكومته الأولى، أما الثانى فاختاره د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر.. لكن الاثنين «عبدالخالق وعزب» ينتميان إلى مدرسة «حافظ مش فاهم».. فمنذ وصولهما لمنصبيهما لا تسمع منهما سوى الشعارات والعناوين البراقة، ثم بدأت الدراسة وذابت كل هذه التصريحات على أرض الواقع، واستطاع الإخوان رسم صورة للعبث داخل الجامعات، ومع ذلك استمر «عبدالخالق» و«عزب» فى تصريحاتهما العنترية، فوزير التعليم العالى أعلن بكل ثقة «صورناهم.. ولن يكونوا طلاباً الليلة»، ومرت ليلة وأخرى وثالثة ولم يسمع أحد عن إجراءات ضد هؤلاء الطلاب، مما يذكرك بفيلم «الزوجة الثانية» عندما كانت تقول الفنانة سناء جميل لزوجها «الليلة يا عمدة».

لم يحقق وزير التعليم العالى وعوده الكثيرة قبل الدراسة بأنه لن يسمح بالشغب فى الجامعات، رغم أنه أوكل الأمر لشركة «فالكون» قبل الدراسة بأيام قليلة، كما تراخى فى ترشيح رؤساء الجامعات الجدد حتى وصل معظمهم إلى مناصبهم متأخرين.. وبعد أن انكشف المستور ودب الإرهاب داخل الجامعات، خرج وزير التعليم العالى يكرر تصريحاته دون فعل ملموس، وآخرها أمس فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، حيث أكد أن الطالب الذى يلجأ إلى التخريب والشغب والبلطجة لن يبقى طالباً على نهاية اليوم، وأضاف أن قانون تنظيم الجامعات له «أسنان حامية» كما قال الرئيس السادات.

نسى الوزير، لأنه «حافظ مش فاهم»، أن «السادات» أطلق عبارة «الديمقراطية لها أنياب» على المختلفين معه سياسياً، وليس على إرهابيين ممولين من الخارج، يعبثون باستقرار الوطن، وحولوا الجامعات إلى مأوى للإرهاب.

على درب الوزير يسير د. عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، رغم عدم ولاية الوزير عليه، فالرجل الذى يستحق الشفقة لأن قرار تعيينه جاء متأخراً قبل الدراسة بأيام قليلة، رغم أن المنصب شاغر منذ أشهر عديدة، اندفع فى إطلاق تصريحات قوية، مثل «العصا لمن عصى»، كما خصم شهراً من زوجته عميدة كلية الدراسات الإسلامية التى تركت عبارات مسيئة على جدران الكلية، بينما تجاهل رئيس الجامعة واقعة تقبيل رئيس الأمن الإدارى ليد مدير أمن القاهرة، ولم يسأل «عزب» نفسه: هل رجل بمثل هذا الخنوع يستطيع حماية جامعة مستهدفة؟!

دخلت مع د. عزب تليفونياً على الهواء فى برنامج الإعلامية القديرة عزة مصطفى على قناة «صدى البلد»، الأحد الماضى، فسمعته يقول: مكثت فى مكتبى أمس حتى الثانية عشرة مساءً، وكلفت الأمن بتفقد الأسوار، ثم برر الأحداث قائلاً: «لقد فشل الإخوان،وما جرى تم إنهاؤه فى 5 دقائق فقط»، والطلاب سيلقون «العقاب الأليم» و«الردع الجسيم» و«العدة والعتاد موجودة»، وأن كل من يتورط فى شىء لن يكون له مكان فى جامعة الأزهر، وسيلاقى الفصل التام، ولا تراجع.. وسيقدم للتحقيق وستطبق عليه أقصى عقوبة، كما دافع عن الدولة والداخلية وشركة فالكون بلا مبرر.

كلام «عزب» لم يعجبنى مثل تصريحات «عبدالخالق».. فكلامهما «طحن بلا دقيق».. والاثنان حوَّلا الأمر إلى معركة حربية هما غير مؤهلين لها، لأن الوزير يتحدث وكأنه «عمدة».. بينما رئيس الجامعة يتعامل كـ«شاويش».. والوضع أكبر منهما كثيراً، ومصر فى مرحلة لا تحتمل الشعارات الرنانة والعناوين البراقة، بل هى أحوج ما تكون إلى الرؤية المتكاملة والفكر المستنير والقرارات الحاسمة، وأهم من ذلك كله حسن اختيار القيادات بعيداً عن نوعية «العمدة» و«الشاويش»!!

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب» العمدة «عبدالخالق» والشاويش «عزب»



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab