المحافظ المعجزة

المحافظ المعجزة

المحافظ المعجزة

 العرب اليوم -

المحافظ المعجزة

محمود مسلم

يستحق د. على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، دخول موسوعة «جينس» للأرقام القياسية كمعجزة مصرية، لأنه المسئول الوحيد الذى استمر فى منصبه قبل ثورتى «يناير ويونيو» وما بعدهما، فالرجل «دوّب» 5 رؤساء، هم: «مبارك - طنطاوى - محمد مرسى - عدلى منصور - عبدالفتاح السيسى»، وشارك 7 وزراء للحكومة، من أول د. أحمد نظيف مروراً بالفريق أحمد شفيق، ثم د. عصام شرف، ود. كمال الجنزورى، ود. هشام قنديل، ود. حازم الببلاوى وم. إبراهيم محلب، خلال 4 سنوات شهدت مصر فيها عمليات تغيير كبيرة وتقلبات عنيفة.
5 رؤساء جمهوريات و7 رؤساء حكومات من مشارب واتجاهات سياسية مختلفة لم يُجمعوا أو يتفقوا على مسئول قط سوى محافظ الجيزة، مما يثير لغزاً كبيراً، خاصة أن سكان الجيزة يئنون من انهيار الخدمات، لدرجة أنها أصبحت مستنقعاً للإرهابيين كنتيجة طبيعية للفقر والجهل، كما يجب ألا ينسى أحد حريق محافظة الجيزة الشهير، بأيادى أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية الذين تولوا مناصب قيادية وتوغلوا داخل الديوان، خلال عهد «مرسى»، بقرارات من المحافظ، الذى بدأ تعيينه الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
سألت أحد الوزراء السابقين، الذى يسكن بالجيزة: مَن الذى يدعم د. على عبدالرحمن محافظاً؟ فضحك وقال: لقد سألت الوزير المختص، فقال لى: أجهزة سيادية، ولا أعرف هل هذه الأجهزة هى التى دعمت المحافظ إبان «الإخوان» أم أن ترحيبه بـ«الجماعة» ونزوله فى زيارات ميدانية بمصاحبة قياداتهم بالقرى والأحياء والمدن هو السبب فى استمراره.
المؤكد أن الجيزة تعانى مشاكل فى النظافة والبناء المخالف والعشوائيات، كما أن الباعة الجائلين يسيطرون على نصف شوارعها، بينما يسيطر الإرهابيون على النصف الآخر، ولم يلمح أحد رؤية أو خطة أو أفكاراً خارج الصندوق للمحافظ سوى زيارات «الشو» الميدانية التى ظهرت مؤخراً على نهج حكومة م. إبراهيم محلب.. كما لم يرصد أحد حلولاً جذرية للتعامل مع مشاكل المحافظة.. وكذلك مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى معلقة منذ 8 سنوات فى مناطق الطالبية وكفر طهرمس وفيصل ولم يتم إنجازها حتى الآن، بينما يئن السكان من انقطاع المياه. أما مافيا الميكروباص فيعملون بلا رقابة أو سيطرة، والمحافظة نائمة، كما أن المناطق الراقية فى الجيزة تحولت إلى عشوائيات منظمة بسبب الإهمال وغياب الرؤية والرقابة.
الجيزة محافظة مترامية الأطراف تحتاج إلى محافظ شاب يعمل 48 ساعة فى اليوم، ليس لديه وقت للحفلات والمؤتمرات والبرامج التليفزيونية، ومشاكلها تحتاج إلى الإخلاص والتركيز وليس اللعب على كل الحبال من أجل التمسك بالمنصب، وإذا كان تغيير المحافظين على الأبواب، فالمؤكد أن الرئيس السيسى قد تأخر فى هذا الإجراء، خاصة أنه كان وزيراً فى الحكومة، ورئيس وزرائه م. إبراهيم محلب مستمر فى منصبه، وكذلك اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، وبالتالى لم يكن التغيير يحتاج لكل هذا الوقت، خاصة أن العمل يكاد يكون متوقفاً فى العديد من المحافظات، كما أن الرئيس لم يعقد اجتماعاً بمحافظيه حتى الآن.
سواء تضمن تغيير المحافظين د. على عبدالرحمن أم أُبقى عليه، فسكان الجيزة لا يطالبون إلا بمبررات استمراره، وأبرز إنجازاته، بعيداً عن الصمت ودعم الأجهزة.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحافظ المعجزة المحافظ المعجزة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab