دولة في حالة سيولة

دولة في حالة سيولة!!

دولة في حالة سيولة!!

 العرب اليوم -

دولة في حالة سيولة

محمود مسلم

لعل حادث العريش يُفيق أصحاب القرار قبل أن يكفر الناس بالدولة وقدراتها وتزداد النميمة حول تولى فلان المنصب أو استمراره فيه وتعود ريمة إلى عادتها القديمة. علامات استفهام حول تسرّب المتآمرين والمهملين والفاشلين إلى إدارة الدولة دون محاسبة أو مراجعة، والاستسلام إلى فكرة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان»، وفى النهاية يدفع أبناء الوطن الثمن بسبب استهلاك الدولة فى قضايا تافهة وعبيطة، بينما المفترض أنها متأهبة ومستعدة لمواجهة الإرهاب والمؤامرات فى كل لحظة، وبالتالى ينتشر الإحباط وتسير السيولة بين أركان الدولة فى وقت تحتاج فيه إلى التلاحم والاصطفاف. ومن الأمور الغريبة التى يتساءل عنها الناس:

من يحمى المستشار هشام جنينة؟.. فلقد أصدر قراراً شفوياً (رغم أنه رجل قضاء سابق) بإيقاف أحمد السنديونى عضو الجهاز عن العمل، فاضطر الأخير إلى الإضراب عن الطعام بمقر الجهاز بكفر الشيخ فقطعوا عنه الكهرباء، ولم يسأل عنه رغم أن «السنديونى» لا يطلب سوى تحويل التحقيقات التى يُتهم فيها «جنينة» بأخونة الجهاز، إلى النيابة الإدارية.

«جنينة» ينخر فى جسد مؤسسات الدولة بمعارك وهمية لأسباب شخصية، فقد فتح النار على قيادات الداخلية بتسريب تقرير مفبرك إلى قناة «الجزيرة» الإخوانية، لمجرد عدم قبول نجل شقيقه فى كلية الشرطة، كما أنه أساء إلى نادى القضاة والنيابة العامة وبعض الهيئات القضائية الأخرى، دون سند أو دليل، والأغرب أن الدولة صامتة عنه، بل عاجزة، فلا تحقق فيما يقوله ويسربه، فإذا تحققوا من فساد رجال الداخلية وهيئات القضاء حاسبوهم وحاكموهم، وإذا وجدت الاتهامات بلا دليل، فنحاسب «جنينة» الذى وجه اتهامات لهيئة قضايا الدولة بأنها رفضت قبول ابنته بها، بعد تحريات الأمن الوطنى بأن والدها لديه ميول إخوانية، فيخرج المستشار أحمد عبدالصادق لينفى مزاعم رئيس جهاز المحاسبات، ويؤكد أن الهيئة رفضت ابنته لأنها قُبلت فى النيابة الإدارية، والأغرب أن الدولة ما زالت تتفرج، بحجة أن «جنينة» لا يجوز عزله، بينما الواقع يؤكد أنه تم عزل رئيس جامعة منتخب بسبب قربه من الإخوان وتنفيذه لأجندتهم أيضاً!!.

د. سيد عبدالخالق وزير التعليم العالى، قال خلال لقاء رئيس الوزراء مع الإعلاميين منذ أيام إن عدد الإخوان فى الجامعات ما بين 150 و250 طالباً فى كل جامعة، وإن عددهم يتقلص مع الوقت وإن الأمور تحت السيطرة، بينما الواقع يؤكد أن «عبدالخالق» يقول أى كلام، وما يقوله ليس له أساس من الصحة، وأن كل حواراته تعكس شخصية رجل أمن «حافظ مش فاهم»، وليس وزيراً للتعليم العالى، والأغرب أن وزير الداخلية قال فى اللقاء ذاته إن رجال شركة «فالكون» يهربون ويتركون الأجهزة، بمجرد أن الطلاب يقولون لهم «بخ»، فهل هذه حكومة مسئولة وواعية وتناسب اللحظة؟!!

د. عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر، الذى لقبتُه بـ«الشاويش» فى مقال سابق، ذهب إلى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذى عينه فى موقعه مع مجلس الجامعة، وأصدر بياناً أكد فيه أن رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وطلابها يجدّدون الولاء للإمام الأكبر، معتزين بأزهرهم وقائدهم الكريم شيخ الأزهر الشريف، يقفون خلفه صفاً واحداً، يعملون بنصحه وتوجيهاته، حتى ينعم الأزهر وجامعته بالتقدّم والرقى والازدهار.

فهل هذا كلام يليق برئيس جامعة بعد ثورتين وفى هذه المرحلة؟ لقد أكد «عزب» بولائه وجهة نظرى فيه أنه «شاويش»، وبرر -دون أن يدرى- لماذا لم يحاسب مدير أمنه الإدارى على تقبيل يد مدير أمن القاهرة؟!

لا أعرف لماذا لم يقدّم يسرى حسان القيادى بحزب الوطن (أحد عملاء الإخوان) ومن على شاكلته، إلى المحاكمة، بعد نشره الأكاذيب وإهانته للجيش، بزعمه أن جنود العريش ماتوا فى ليبيا، أم أن الدولة تنتظر عليه، كما فعلت مع مجدى قرقر ومجدى حسين، حتى تزداد الإهانات ويكفر الناس بالدولة؟

مصر فى حرب وجود.. ولا أعتقد أن هناك دولة خاضت حرباً بمثل هذا الأداء من «الرخاوة» التى تمثل ثغرة فى جسد الوطن.. ثم تطالب الناس بإدراك المؤامرة والحرب، بينما الدولة بمعظم مؤسساتها ومسئوليها غير مدركين، وأعتقد أن الحادث رغم آلامه، فإنه يمثل فرصة للاستيقاظ وإقامة دولة جديدة ليس بها حالة سيولة!!

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة في حالة سيولة دولة في حالة سيولة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab