«محلب» إجازة إجبارية

«محلب».. إجازة إجبارية!

«محلب».. إجازة إجبارية!

 العرب اليوم -

«محلب» إجازة إجبارية

محمود مسلم

أثار حضور م. إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صلاة العيد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، استغراباً وجدلاً كبيراً بعد أن غادر الرجل الأراضى المقدسة؛ حيث كان يؤدى فريضة الحج، وبعيداً عن الواقعة التى أجازها معظم الشيوخ، كما أن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم والأقدر على محاسبة عباده، وهو ما عبر عنه المهندس محلب فى تصريحات لزميلنا بـ«الوطن»، محمد عمارة: «ما حدش يدخل بينى وبين ربنا»، فإن الأمر الذى يلفت الانتباه هو حالة الإرهاق التى يلاحظها كل من يتعامل مع م. محلب والتى ظهرت بقوة فى الصور القليلة التى التُقطت له خلال الحج وكذلك أثناء وجوده بجوار الرئيس السيسى فى صلاة العيد أمس.

كثيرون التقوا «محلب» وخرجوا بانطباع أن الرجل تظهر عليه علامات الإرهاق وأن تركيزه يضعف إذا استمرت الجلسة أكثر من ساعة، وبالطبع يرجع هذا إلى الزيارات الميدانية الكثيرة التى يتسم بها أداء رئيس الوزراء، بالإضافة إلى انفتاحه على المجتمع ومقابلته لكل من يريد، ورغم أن الأمرين (الزيارات واللقاءات) ميزتان، لكن مع مرور الوقت تحولا إلى عبء على مسئوليات رئيس الوزراء الذى يعمل فى ظروف مختلفة؛ فلا ينتمى لحزب يناقش ويدرس ويطرح رؤية تتكفل الحكومة بتنفيذها أو مجالس استشارية متخصصة تقوم بدور الحزب، وبالتالى يتحمل «محلب» وحكومته مسئوليتى التفكير والتنفيذ معاً، لكن حتى الآن غلبت الزيارات على التفكير باستثناء مرات قليلة، كما أصبحت الزيارات الميدانية هى المعيار الأوحد للحكم على الوزراء والمحافظين.

لذا تجدهم لا يكفون عنها وإن كان معظمها غير مفاجئة، كما يدعون، لكن هناك إجراءات تتخذ مثل فصل مدير أو نقله، كنوع من التوابل، وبالطبع يسير المسئولون فى مصر على نهج رئيسهم محلب رافعين شعار «الزيارات هى الحل»، ولكن حتى الآن لم يتم تقييم هذه السياسة وهل أتت ثمارها وهل طرح الوزراء سياسات وأفكاراً، ثم بدأوا زيارات ميدانية لدراسة مدى تطبيقها، أم أنهم يعملون بالمثل المصرى: «الناس على دين ملوكهم»؟

مما لا شك فيه أن «محلب» أضفى على منصب رئيس الوزراء «نكهة» افتقدها الشعب المصرى كثيراً، بداية من المتابعة وتليفونه الذى يسهل لأى مواطن الوصول إليه وانفتاحه على كل قوى المجتمع وتفاعله السريع مع كافة القضايا على عكس سلفه د. حازم الببلاوى، الذى كان منعزلاً فى مكتبه ويقضى إجازته الأسبوعية فى الأندية ويغلق مجلس الوزراء يومين ونصف اليوم فى الأسبوع. والمؤكد أن أداء «محلب» منح الثقة فى أن المجتمع مستقر، حيث زار محلب معظم المحافظات فى مغامرة يحسد عليها وساند الشرطة فى مهمتها لمواجهة الإرهاب وأشاع روحاً من الحيوية فى الأداء الحكومى، بالإضافة إلى أن المستثمر الأجنبى قد شعر بتحسن المناخ الأمنى والاقتصادى، لكن كل ذلك يمكن أن يكون فى بداية تشكيل حكومته، وفى أوقات الأزمات، لكن الآن مصر فى أمس الحاجة إلى عقل رئيس الوزراء وتركيزه وليس إلى «جريه» وزياراته ولقاءاته التى لا تنتهى عادة بنتائج حاسمة خاصة أن الفساد ما زال ينخر فى دواوين الحكومة ولا توجد حتى الآن رؤية لتطوير الجهاز الإدارى وهناك مشروعات كثيرة مفتوحة تحتاج إلى ذهن «محلب» أكثر من جسده.

لقد سبقنى الصديق الكاتب الصحفى سليمان جودة فى عموده بـ«المصرى اليوم» من شهر بمقال تحت عنوان: «هذا هو جسد محلب.. فأين عقله؟!» متسائلاً خلاله متى يجلس رئيس الحكومة مع نفسه، ومع فريق العمل فى مكتبه ومع مستشاريه ليفكر وليضع الرؤية التى لا بد أن يراها الناس فيما بعد مجسدة فى أفعال حية على الأرض؟! واختتمه «جودة» بعبارة: «الأمل فى عمل رئيس الوزراء، عقله لا جسده»!. وقد رد رئيس الوزراء على المقال برسالة نشرتها «المصرى اليوم»، شرح فيها إنجازاته الميدانية وأكد أن حركة جسده وجولاته العادية والمفاجئة المتعددة ما هى إلا انعكاس لرؤى وأفكار فريق من العمل يؤكد أن مصلحة هذا الوطن تعلو على كل المصالح والأهداف.

سيادة رئيس الوزراء.. يعلم الله أننى أحبك وكنت ممن طرحوا اسمك كرئيس للحكومة واستبشروا خيراً فى بداية عهدك.. وأعلم مدى إخلاصك وجهدك، خاصة أنك جعلت المنصب «شعبوياً» لكنك تحتاج إلى مستشارين أو لجان استشارية تطرح رؤى ولجنة للمتابعة وحسم فى اتخاذ القرارات فرغم تصريحاتك بأنك ستقيّم الوزراء كل أسبوع، لم يوجد صدى حتى الآن لهذه المحاسبة والأهم من كل ذلك فإنك تحتاج إلى إجازة إجبارية وإذا كنت قد بررت فى رسالتك للكاتب سليمان جودة تحركاتك الكثيرة، بأن مصر تعيش ظروفاً استثنائية تحتاج إلى أداء استثنائى يواكبها، وأن مصر فى حالة حرب.. فأرى أن هذه الظروف تحتاج إلى رئيس وزراء حاسم ويملك القدرة على التركيز وليس التحرك والزيارات الميدانية فقط.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محلب» إجازة إجبارية «محلب» إجازة إجبارية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab