لبنان المنظومة وارتدادات «بكين»

لبنان... المنظومة وارتدادات «بكين»

لبنان... المنظومة وارتدادات «بكين»

 العرب اليوم -

لبنان المنظومة وارتدادات «بكين»

مصطفى فحص
بقلم : مصطفى فحص

سارعت منظومة السلطة الحاكمة في لبنان إلى اعتبار الاتفاق السعودي - الإيراني في بكين سيمهّد لتبني مقاربتها للحل في لبنان، وأطلقت مجموعة من الرهانات المستعجلة من دون الاطّلاع الأوّلي على بنود الاتفاق الذي جرى بسرّية كاملة، وصدم دولاً كبرى مؤثرة في السياسات الدولية والإقليمية. إذ تعاملت المنظومة مع الاتفاق وبنوده برغبوية كاملة وفقاً لمقاساتها الضيّقة، بعيداً عن الاعتبارات الإقليمية الجديدة التي باتت تفرض مقاربة مختلفة، قبل التفكير بطرح أي حل للأزمة اللبنانية، والأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيوسياسية والجيوستراتيجية للاتفاق، والقراءة الواقعية للدوافع التي حملت طهران على الموافقة السريعة على بنوده.
القراءة اللبنانية الأولى المجتزأة للاتفاق، رأت أن أول الغيث قد جاء من العاصمة الصينية بكين، وكادت تجزم بأن الاتفاق الإيراني - السعودي سيعطي دفعاً سياسياً جدياً لوصول مرشح الثنائي الشيعي إلى رئاسة الجمهورية، إلا أن الثنائي تفاجأ بأن ارتدادات بكين مخالفة لتوقعاته، بعدما أكد السفير السعودي وليد البخاري، في اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، المعايير السعودية، في اختيار رئيس الجمهورية، والتي لا تتناسب مع أغلب من يمكن أن ترشحهم المنظومة.
لذلك من المبكر على منظومة السلطة اللبنانية وحزبها المهيمن، التعويل على الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية، الذي دخل مرحلة أولى من اختبار النيات وحدد مدة شهرين من أجل عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات، وهذا يعني أن لبنان ليس أولوية قصوى في تطبيق بنود الاتفاق التي لم تزل غامضة لكثير من الفرقاء خصوصاً في لبنان، ما قد يؤدي إلى خسارة المنظومة السريعة للمعادلة التي راهنت عليها، حيث كانت تعوّل على مرونة سعودية تؤدي إلى حلحلة سريعة تحت شعار أن اليمن هو أولوية سعودية.
عملياً، الرسائل السعودية للبنانيين كانت واضحة داخل الأروقة السياسية وأمام الرأي العام اللبناني، حيث لم تزل الرياض متمسكة بالمواصفات ولم تطرح أسماء، وهذا ما سمعه جميع المعنيين في الاستحقاق الرئاسي قبل الاتفاق وبعده، حيث أكد السفير وليد البخاري أن بلاده ملتزمة المعايير التي طرحتها بضرورة اختيار «رئيس غير محسوب على أي طرف سياسي، قادر على تقديم مشروع اقتصادي متكامل، بالاستناد إلى علاقته مع المجتمع الدولي والقوى الداخلية»، وهذا ما يفسر عدم تجاوب الرياض مع المبررات التي قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم الثنائي الشيعي ومَن تبقى من حلفائه في ترشيح سليمان فرنجية، حيث رأى بري أن فرنجية شخصية جامعة، وهو الوحيد من بين كل المرشحين القادر على فتح مسألة ترسيم الحدود مع النظام السوري، ومناقشة موضوع النازحين ووضع مقاربة جديدة للاستراتيجية الدفاعية.
المفارقة أن ما قاله بري عن مواصفات مرشحه لا تنطبق على فرنجية، فكلام بري يتجاهل أمرين؛ الأول أن ترسيم الحدود مع سوريا وملف النازحين والاستراتيجية الدفاعية والشخصية الجامعة مسيحياً شروط تنطبق على شخصية لديها خلفية عسكرية وليست مدنية، خصوصاً بعد الكارثة السياسية التي تسبب فيها فريق السلطة الذي هندس اتفاق التطبيع الاقتصادي مع العدو الإسرائيلي، والذي أدَّى إلى خسارة لبنان كثيراً من حقوقه وثرواته البحرية، فيما الاستراتيجية الدفاعية ستكون عملية مباشرة مع المؤسسة العسكرية اللبنانية.
أما الأمر الآخر فإن كل ما قاله بري ليس أولوية وطنية، حيث إن هناك أصواتاً تطالب برئيس يتمتع بمزايا اقتصادية وإدارية وقانونية، تمكّنه من مواكبة عمل السلطة التنفيذية في إجراءات إنقاذ لبنان من أزمته، وهذا طبعاً لا ينطبق على فرنجية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان المنظومة وارتدادات «بكين» لبنان المنظومة وارتدادات «بكين»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab