إيران بروتوس وترك النظام وحيداً

إيران... بروتوس وترك النظام وحيداً

إيران... بروتوس وترك النظام وحيداً

 العرب اليوم -

إيران بروتوس وترك النظام وحيداً

بقلم:مصطفى فحص

بدأت حركة الاحتجاجات الإيرانية المستمرة منذ 16 سبتمبر (أيلول) الفائت بترك تأثيراتها على الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الرياضية في إيران، ففي واحد من أصعب التحديات التي يواجهها النظام الإيراني يظهر في المشهد السياسي العام وفي داخل تركيبة السلطة وحتى في عمق بيوتاته السياسية المؤسسة أكثر من شخصية بات النظام يعدّها أشبه بـ«بروتوس» وطعناته.
في المشهد الإيراني الحالي لسان حال النظام في لحظة مفصلية يمكن افتراضها بهذه العبارة «حتى أنتِ يا فريدة». وفريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، هي من عائلة معارضة في الأصل، وتقول عائلة فريدة إن والدها مات تحت التعذيب في سجن «إيفين» سنة 2000، ولكن هذا التفصيل الحساس لا يلغي أهمية موقف فريدة، كأنها استغلت لحظة تحولات كبرى لتطعن في شرعية النظام، إذ أعلنت في شريط مسجل دعمها العلني لحركة الاحتجاجات، وقالت: «أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم بأن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال... هذا النظام ليس وفياً لأي من مبادئه الدينية، ولا يعرف أيَّ قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة».
فريدة مرادخاني ليست بروتوس الوحيد بالنسبة لقيادة النظام، فقد سبقها أبناء العائلات المؤسسة لنظام 1979، حيث جاءه الطعن الأكبر وفقاً لتوصيفاته طبعاً من عائلة الخميني نفسها مؤسس النظام الإسلامي، ومن عائلة رفسنجاني، مهندس السلطة والراعي الشرعي لانتقال السلطة من الحقبة الخمينية إلى المرحلة الخامنئية، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن النظام المأزوم حاول استجداء أبناء وأحفاد الآباء المؤسسين للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أن استجداءاته باءت بالفشل بعد رفض العائلتين التدخل لصالحه، ما يعني سياسياً وشعبياً أنه خسر شرعيتين؛ الأولى غطاء يمكن أن يعطيه ورثة الخميني للنظام بالعام، والأخرى غطاء من ورثة رفسنجاني للخامنئية بالخاص.
في 23 الشهر الفائت نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريراً عن نداء سرّي وجهه أركان النظام الإيراني عبر سكرتير مجلس الأمن القومي علي شامخاني، إلى عائلتَي الخميني ورفسنجاني من أجل التدخل لتهدئة المحتجين. التقرير يكشف أنه لو أن العائلتين استجابتا لطلب النظام «لكان من الممكن أن يتبعه اتخاذ إجراءات إصلاحية يسعى إليها المتظاهرون، لكنَّ العائلتين رفضتا هذا التوجه».
في اليوم التالي لتقرير «وول ستريت جورنال»، أي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، ظهر في الإعلام ما يعزز فرضية العزلة الداخلية التي يعاني منها النظام، فقد نقل موقع «بيك نت» أن نجل المرشد آية الله علي خامنئي، مجتبى، المتنفذ في مكتب والده وفي داخل مراكز صنع القرار، التقى فاطمة رفسنجاني ابنة الرئيس الأسبق الراحل الشيخ هاشمي رفسنجاني، وأن مجتبى خامنئي شكا لابنة رفسنجاني إبعاده عن موقع القرار، ولكن اللافت فيما سُرب من اللقاء أن خامنئي الابن طلب من فاطمة رفسنجاني أن تحاول لقاء والده المرشد، إذا أرادت تقديم شكوى بسبب القمع العنيف للاحتجاجات، أو بشأن شقيقتها فائزة التي اعتُقلت منذ الأيام الأولى للمظاهرات، إلا أن هناك صعوبة في الوصول إليه أو التواصل معه.
أما رئيس الجمهورية الأسبق محمد خاتمي فقد وجه أيضاً طعنته للنظام ودعاه إلى الخروج من حالة الإنكار التي يعيشها، وأن ما يحدث ليست أعمال شغب، وأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه سيضاعف من مقدمات الانهيار المجتمعي في إيران... كأن خاتمي يقرع جرس الإنذار الأخير للنظام للخروج من حالة الإنكار التي يعيشها.
أدرك خاتمي ولو متأخراً أن الاحتجاجات وما ترفعه من شعارات تشير إلى أن الانهيار المجتمعي مقبل، وأن تخلي الشعب عن النظام وكل ما يرمز للجمهورية الإسلامية حاصل فعلياً، وأكبر دليل عليه احتفال الإيرانيين داخل بلدهم بهزيمة منتخب الجمهورية الإسلامية -وليس منتخبهم الوطني- أمام منتخب الولايات المتحدة في مونديال قطر.
وعليه، في الحالة الإيرانية لا يوجد بروتوس وفقاً للتوصيف الشكسبيري، بل إن شعباً بأغلبه وبيوتات مؤسسة ومؤثرة قررت ترك النظام وحيداً.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران بروتوس وترك النظام وحيداً إيران بروتوس وترك النظام وحيداً



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab