يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

 العرب اليوم -

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

بقلم:مصطفى فحص

خمسون يوماً هي الفترة الانتقالية، وفقاً للدستور الإيراني، الذي طُبقت قوانينه بحذافيرها من دون أي خلل في المواعيد. بعد 50 يوماً على رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي انتخبت إيران مسعود بزشكيان رئيساً جديداً، في حين تجاوز لبنان 626 يوماً من دون رئيس للجمهورية وحكومة منتخبة، فمنذ خروج ميشال عون من قصر بعبدا (المقر الرئاسي) في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وإلى هذه اللحظة يتعثّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في تعطيل مقصود للدستور والقانون والمؤسسات والحياة السياسية، والمفارقة أن أصدقاء أو حلفاء أو أتباع إيران أو الموالين لها يقفون خلف محنة الفراغ الدستوري الذي تعيشه الجمهورية اللبنانية.

خمسون يوماً ما بين رحيل رئيسي وانتخاب خلف له، لم يسمح النظام بحدوث فراغ في مؤسسته الرئاسية، تم الاحتكام إلى الدستور مباشرة فانتقلت صلاحيات الرئيس إلى نائبه الذي أدار الفترة الانتقالية، وأشرفت حكومته على الانتخابات، التي جاءت نتائجها وفقاً لصناديق الاقتراع وخيارات الناخب الإيراني، حتى لو حصر النظام عدد المرشحين، ولكنه لم يشترط على أحد أو طرف أو تيار أو جماعات عرقية أو مذهبية الحوار أو التشاور أو التوافق أو الاتفاق المسبق على اسم الرئيس قبل انتخابه أو اختياره؛ كما يحدث في لبنان.

في الفترة الانتقالية، لم يستعن النظام الإيراني بأصدقائه في الخارج، من أجل حلّ أزمة الفراغ الدستوري، لم تُشكّل لجنة خماسية أو سداسية، لم ترسل الدول الصديقة أو الكبرى مبعوثيها، لم تعيّن مبعوثين خاصين أو دائمين لمساعدتهم على إنهاء الفراغ؛ أما في لبنان بلد المبعوثين والقناصل واللجان الإقليمية والدولية فلم يبقَ أحد في العالم لم يتدخل من أجل المساعدة على إنهاء الفراغ، منهم عن حُسن نية، وآخرون عن حاجة خاصة، في حين طهران بوصفها أحد الناصحين المهمين أو اللاعبين الأساسيين في الأزمة اللبنانية لم تقدّم نصيحة إلى الموالين لها أو الذين يستمعون إليها بأن يخفّفوا من شروطهم اللادستورية واللاميثاقية على رئاسة الجمهورية، وكأنّ «الثنائي» («حزب الله»، و«حركة أمل») المتحكم بالدولة والسلطة في لبنان يقوم مقام المجلس الدستوري في إيران، ويشخّص مصلحة النظام اللبناني، وفقاً للشروط التي تناسبه، فيضرب بعرض الحائط القوانين والدستور والمؤسسات، وما تبقّى من ديمقراطية هشّة من خلال اشتراطه دراسة أهليّة المرشحين للرئاسة، فهذا «الثنائي» منذ بداية الفراغ الدستوري وحتى الآن لم يعثر إلا على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، ويحاول فرضه على اللبنانيين.

في إيران، ووفقاً لظروف داخلية وخارجية حرجة، اختار النظام شخصية قادرة على إرضاء الجميع، يمكن وصفه بأنه «متعدد الآباء» أقله داخلياً؛ إذ لا يمكن تصنيفه 100 في المائة مع جهة ضد جهة أخرى، فهو مقبول نسبياً من بعض الجهات ومرفوض نسبياً من بعض الجهات الأخرى، أما في لبنان فإن الشروط على الرئيس المفقود تجعل انتخابه أكثر تعثراً، فهو لن يأتي إلا بشروط طرف على الآخر، ويحقّق رغبات أطراف على حساب أطراف أخرى أو جماعات، وهذا ما قد يجعله رئيس أزمة مع الداخل والخارج. ففي الوقت الذي يقول فيه الرئيس بزشكيان إن حكومته العتيدة ستستمر بنهج التصالح مع أصدقاء إيران خصوصاً مع جوارها الإقليمي، لا يبدو في لبنان أن هناك من يراهن على متغيّر دولي يمكنه من استبعاد أصدقاء لبنان كافّة، خصوصاً جواره العربي لصالح جهة واحدة.

تدرك القيادة الإيرانية حجم التحولات الدولية ومخاطر الحرب على غزة وما بعدها على الاستقرار الإقليمي، وهي تحاول استدراكها من خلال شخصية بزشكيان البراغماتية وفريقه الإصلاحي أو المعتدل للسياسة الخارجية، في حين في لبنان يستمر «الثنائي» في رفض أي شخصية تمثّل توازناً محلياً يمكن أن يشكّل فريقاً حكومياً يساعد لبنان على تجاوز هذه الأزمة، ففي المخاوف الحقيقية ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة وارتباطها بالمتحول الأميركي أعاد النظام الإيراني تعويم الشخصيات التي يرغب المجتمع الدولي في مفاوضتهم، أما في لبنان فقد أعلن «حزب الله» أن الحكومة هي الجهة الوحيدة التي تفاوض، ولكنه نسي أو تناسى أنه هو وحده من يحتكر قرار الحرب والسلم وليس الدولة.

 

arabstoday

GMT 06:28 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 06:15 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 06:12 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

«سايكس- بيكو» الحل!!

GMT 06:04 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 06:00 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

انتخابات الجزائر.. تبون في عالم خاص به!

GMT 05:57 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

"بيبي" يريد مزيدا من الدمّ بدل قليل من السياسة

GMT 05:54 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

حدود الفارق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:21 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق الأثاث المناسب للمساحات المنزلية الصغيرة

GMT 06:13 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 13:04 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

محمد حماقي يعلن شروطه لدخول عالم التمثيل

GMT 12:12 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

تشيلسي يربط السنغالي نيكولاس جاكسون حتي عام 2033

GMT 15:24 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

موجة طقس سيئ تضرب النمسا وترقب فيضانات عارمة

GMT 04:53 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

وفاة الفنانة ناهد رشدي بعد صراع مع المرض

GMT 22:01 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab