إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه

 العرب اليوم -

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه

بقلم - مصطفى فحص

لا يمكن فصل سلوك النظام الإيراني عن طبيعته، باعتبار أن الأخيرة أمّنت غطاء عقائدياً وسياسياً للسلوك الجيوسياسي الذي تمارسه طهران منذ عقود، وأتاح لها التدخل في شؤون جيرانها الذي تحول إلى سلوك توسعي وصل إلى ذروته في السنوات العشر الأخيرة؛ حيث تمكنت طهران من مصادرة القرار السياسي لأربع عواصم عربية، وعملت على ترسيخ وجودها على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وذلك تطبيقاً لضروريات طموحاتها الإمبراطورية، ولم يعد ممكناً فك الارتباط ما بين طموحاتها الإمبراطورية وطبيعة نظامها القائمة على مبادئ التوسع المستمر، باعتبار أن توسعها الخارجي يشكل جوهر النظام الذي يستمد منه شرعيته في الداخل. 
وقد تمكن النظام منذ تأسيسه في الحفاظ على هذه المعادلة المترابطة التي انطلقت من طبيعته القائدية التي فسحت المجال لسلوك توسعي، وتبلورت من خلالها طموحات إمبراطورية، ونجحت طهران في الإفلات من الضغوط الغربية؛ خصوصاً الأميركية، نتيجة لعاملين، هما: «موقعها الجغرافي وانتماؤها المذهبي»، وقد استخدمتهما كفكي كماشة ضغطت من خلالهما على أغلب محاولات الحد من نفوذها الإقليمي، كما استفادت من مجموعة الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط الكبير بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وصولاً إلى الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة باراك أوباما معها، من دون وضع قيود على نفوذها الخارجي، ما فسح المجال أمامها لاندفاعة توسعية أدت نتائجها إلى زعزعة استقرار دول المنطقة.
حتى خروج الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي، كانت طهران مصرّة على أن تحجيم دورها أو تراجع نفوذها أصبحا من الماضي، وواصلت تنفيذ خططها التوسعية في منطقة تعج بمتغيرات عميقة، ورغم ذلك اعتقدت أنها بمنأى عن تداعياتها الخطيرة، مستفيدة من قرار باراك أوباما بالانكفاء، ومراهنة على أن أي إدارة أميركية جديدة لن تتمكن من إعادة ملء الفراغ الذي خلفته وراءها الإدارة السابقة، واستثمرت في الحاضنة الأوروبية التي نسجت معها علاقات قامت على تبادل المنافع السياسية والاقتصادية، فغض المجتمع الدولي الطرف عن سلوكها التوسعي الذي أدى إلى تخريب العملية السياسية في العراق، وإخضاع لبنان لهيمنتها الكاملة، وتدمير سوريا وتهجير شعبها، واحتلت الميليشيات الحوثية العاصمة اليمنية صنعاء، ما استدعى رداً سعودياً خليجياً سريعاً؛ عبر عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، من أجل وضع حد لمشروعها التوسعي الذي بات يصطدم الآن بشروط البيت الأبيض، الذي على ما يبدو أنه اتخذ قرار المواجهة المباشرة مع طهران، لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية سنة 1979؛ مستفيداً من عوامل داخلية كثيرة، أبرزها انعكاس العقوبات الاقتصادية التي أعيد فرضها على الداخل الإيراني، والقلق من تداعيات ما بعد 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما كشف الهجوم المسلح في الأحواز عن هشاشة المنظومة الأمنية، التي لن يكون سهلاً عليها ضبط حدود شبه مفتوحة، من تركمانستان مروراً بأفغانستان وصولاً إلى باكستان؛ حيث تنتشر الجماعات المتطرفة والمنظمات الانفصالية التي يصعب ضبطها، ما يرجح قيام النظام بعملية قمع شديدة في الأقاليم الحدودية. 
لقد كشف هجوم الأحواز أن إيران ليست بمنأى عن أعمال العنف التي تجري في جوارها؛ خصوصاً أن التمييز العرقي والديني الذي تمارسه ضد الشعوب غير الفارسية تحول إلى أرض خصبة لدعاة العنف المسلح.
مما لا شك فيه أن الثغرات الاستراتيجية في الاتفاق النووي السابق، سمحت لطهران بالحفاظ على سلوكها؛ لكنها الآن تواجه مجموعة شروط وضعتها إدارة البيت الأبيض، تتجاوز الموقف من سلوكها، وتطال البحث في طبيعة نظامها، الأمر الذي يفتح السجال حول كيفية بقائه، بعدما كشف المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية براين هوك، عن أن بلاده تسعى إلى توقيع معاهدة مع طهران تشمل برنامجيها النووي والباليستي، استناداً إلى الشروط الـ12 التي وضعها وزير الخارجية الأميركي بومبيو، شهر مايو (أيار) المنصرم. 
فبالنسبة للمشرعين الأميركيين فإن المعاهدة التي تخضع لشروط الكونغرس تختلف عن الاتفاقية التي تقرها رئاسة الدولة، وهي معاهدة طويلة الأمد لا تخضع للمزاج السياسي للمقيم في البيت الأبيض، وعليه فإن إيران باتت أمام حقل ألغام تشريعي في واشنطن، يخضع إلى شروط كثير من اللوبيات ومراكز القوة التي تؤثر على قرارات أعضاء الكونغرس، ما يجعل طهران مكشوفة ومطالبة بتقديم تنازلات حقيقية، ليس فقط في الملف النووي أو البرنامج الباليستي؛ بل إن المعاهدة ستطال حتماً سلوكها التوسعي الذي سيكون أول ضحايا المعاهدة، ما سيؤدي إلى الإضرار مباشرة بطبيعة النظام الذي سيفقد أحد أهم الذرائع التي تبرر بقاءه.

 

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه إيران بين طبيعة نظامها وشروط بقائه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab