فيينا وسوء التقدير الأميركي

فيينا وسوء التقدير الأميركي

فيينا وسوء التقدير الأميركي

 العرب اليوم -

فيينا وسوء التقدير الأميركي

بقلم - مصطفى فحص

الحديث عن فشل المفاوضات سبق وصول وفود الدول المشاركة إلى فيينا، لكن بالنسبة لبعض المشاركين فإن مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات يحمل أيضاً بعض التفاؤل بإمكانية أن يصل الطرفان الأساسيان في مفاوضات فيينا «الولايات المتحدة وإيران» إلى تسوية ما تؤسس لجولات تفاوضية مستقبلية إذا نجحا في اختبار النوايا، ولكن هل لدى الطرفين نوايا حقيقية للحل، وهل بإمكانهما تقديم تنازلات صعبة ومؤلمة، أم أن ظروفهما الداخلية والخارجية تعرقل فرصة فيينا السابعة.
من الجهة الإيرانية تماسك الفريق المفاوض واضح، ويحظى هذه المرة بدعم من كافة أركان النظام، حيث وضعت طهران بنك أهداف تريد تحقيق جزء أساسي منها، كما أن أصحاب القرار لديهم خططهم في حال عاد فريقهم التفاوضي خالي اليدين من فيينا، في المقابل يبدو الفريق الأميركي مرتبكا، وذلك بسبب انقسام الإدارة في طريقة تعاطيها مع إيران بالعام ومع ملفها النووي بالخاص، هذا الانقسام يتوسع على مستوى مؤسسات الحكم في أميركا خصوصاً الكونغرس، الذي ينقسم أيضاً ما بين جمهوريين معارضين لأي اتفاق جديد أو رفع للعقوبات، وديمقراطيين حائرين بين ضرورة الانتهاء من الملف الإيراني، وبين غياب الرؤية الاستراتيجية لدى إدارة بايدن، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى الحذر من أي خطوة تقوم بها إدارة البيت الأبيض إذا كانت تؤثر على الانتخابات النصفية، وذلك بسبب أن إدارة الرئيس السابق ترمب نجحت في تحويل إيران إلى قضية رأي عام أميركي داخلي.
عملياً يمكن القول إن جهة الخلل في المفاوضات هو الطرف الأميركي، الذي يسعى إلى تمرير اتفاقية جزئية مع طهران تهيئ تدريجياً للعودة إلى الاتفاق الأول بغض النظر عن تداعياته على الأمن الجماعي في الشرق الأوسط، إلا أن هناك طرفاً في إدارة بايدن يسعى إلى تقديم تنازلات كبرى لطهران تحت حجة احتوائها نووياً، وهذا ما دفع بالسيناتور الجمهوري بيل هاغرتي إلى القول إن «من المثير للغضب أن روب مالي، مفاوض بايدن، يريد أن يتفوق على الاتفاق النووي ويرشو النظام الإيراني من خلال رفع تام للعقوبات».
قبل وصول وفدها المفاوض إلى فيينا رفعت القيادة الإيرانية من سقف شروطها، قامت بتحديد أهداف مشاركتها في هذه الجولة بضرورة رفع العقوبات، لذلك لن تقبل بمبدأ الخطوة مقابل الخطوة ولن تقدم أي التزامات نووية جديدة خارج بنود الاتفاق. ورغم شروطها المستحيلة، لا يمكن لطهران إخفاء رغبتها في التوصل إلى اتفاق يلبي جزءاً من شروطها، نظراً لظروفها الاقتصادية والمعيشية، لكن طبيعة نظامها لا يمكن أن يتراجع تحت وطأة استحقاقات داخلية وضغوط خارجية، فصناع القرار الإيرانيون ورغم حاجتهم الملحة للمنافع التي يقدمها الاتفاق ولو المبدئي، إلا أنهم ليسوا بوارد تقديم تنازلات كبيرة، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الجولة ستنتهي كما سابقاتها، وبأن طهران لم تزل مُصرة على أن تأخذ أكثر مما يمكن أن يعطيه الطرف الآخر.
فعلياً لا تبدو طهران مستعدة للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي، قبل رفع العقوبات عنها، إلا أن المفاوض الإيراني يريد تأكيدا من الإدارة الأميركية بسرعة تنفيذ قرارها برفع العقوبات، فبالنسبة لطهران فإن الالتزام السريع والكامل بالاتفاق، يقابله التزام أميركي برفع سريع للعقوبات وضمان عدم الانسحاب من الاتفاق.
ورغم صعوبة المفاوضات والقلق من تفاصيلها، لم تتوقف طهران عن ممارسة ابتزازها لمجموعة الدول الخمس إضافة إلى الولايات المتحدة، حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء الفائت أن إيران بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو المبنية داخل جبل، وهذه خطة تكشف عن حجم التحدي الإيراني وعن تراجع الموقف الأميركي، وعليه فإن التبسيط الذي يتبعه بعض أركان إدارة بايدن في قضية احتواء إيران النووية قد يتسبب في إعادة تعويم الاتفاق السابق بكل مساوئه على المنطقة.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيينا وسوء التقدير الأميركي فيينا وسوء التقدير الأميركي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
 العرب اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab