المتاهة اللبنانية

المتاهة اللبنانية

المتاهة اللبنانية

 العرب اليوم -

المتاهة اللبنانية

بقلم - مصطفى فحص

في السباق للخروج من لعبة المتاهة اللبنانية، يتعثر المشاركون المحليون والدوليون بالوصول إلى خط النهاية، أي المخرج، فمنهم من يدور في مكانه أو حول نفسه ومنهم من يراوح مكانه، وفي الحالة اللبنانية حتى المراوحة تتحول إلى حرفة يتقنها بعض اللاعبين المحليين، يستخدمونها للمراوغة أو إشغال منافسيهم وتشتيت تركيزهم حتى في أصعب الظروف التي تهدد نظامهم السياسي أو حتى كيانهم، فأغلبهم يراهنون أن في الطريق للوصول إلى خط النهاية يسقط بعض الخصوم وبعض الأعداء وحتى بعض الأصدقاء، فلا ثوابت أو التزامات تفرض أو تُفرض على المشاركين بالوصول الجماعي إلى خط النهاية، رغم أن الديمقراطية التوافقية اللبنانية تحرص على أن يصل الجميع إلى المخرج ولكن هناك دائماً الفائز بالمرتبة الأولى أي الذي سيصل أولاً.

منذ الفراغ الدستوري أقحمت باريس نفسها في لعبة المتاهة اللبنانية فتحولت إلى لاعب محلي رغم موقعها الرصين في اللجنة الخماسية، وبعدما تاهت خططها بين الأفرقاء اللبنانيين بدأت تبحث عن مخرج طوارئ يعيدها إلى موقعها التاريخي المساعد على الحل بعدما تحولت إلى جزء من المشكلة، لكن مبعوثها الجديد القديم وزير الخارجية السابق جون إيف لودريان رغم معرفته العميقة بلبنان والمنطقة لم يزل يراهن على استرضاء الأطراف عبر الحوار لحل المسألة اللبنانية التي باتت أقرب إلى أزمة نظام وليست أزمة سلطة.

لودريان العائد إلى بيروت في جعبته دعوة إلى الحوار يبدو أنها ستكون على مستوى قيادات الصف الثاني، وهدفها البحث في كيفية سد الفراغ الرئاسي ولكن من دون طرح أسماء والاكتفاء بالمواصفات، وهذا ما لم يستسغه طرف كان الحوار عدته الأساسية ويدعو إليه دائماً تحت قبته البرلمانية، لذلك في المتاهة الجديدة يرفض بعض الأطراف الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري في البرلمان فهو يخضع لشروط «الثنائي» (حزب الله وحركة أمل) الذي سيضع جدول أعماله وأهم بنوده وفي مقدمتها التمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، يقابله حوار محتمل في قصر الصنوبر مقر إقامة السفير الفرنسي الدائم في بيروت، ولا تبدو شروطه مستعصية ولكن موقعه يكفي لبعض الأطراف لتجعله بلا جدوى. لذلك السؤال الأول الذي يطرح نفسه على الداخل المأزوم وعلى المبعوث الفرنسي: ما الجدوى من الدعوة إلى الحوار إذا كان هناك خلاف على المكان أولاً وأجندته ثانياً؟ هل الحوار من أجل الاتفاق على رئيس للجمهورية أم من أجل تسوية شاملة، وفي كلا الحالين لا إمكانية داخلية ولا رغبة خارجية واضحة في هذه المرحلة لإنهاء الفراغ الدستوري، خصوصاً أن طرفاً لبنانياً مرتبطاً بالخارج غير مستعد حتى الآن للتراجع عن مطالبه يعول على أوراق خارجية تبدأ من مفاوضات مسقط المباشرة أو غير المباشرة ما بين طهران وواشنطن، وصولاً إلى مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية ما بينه وبين إسرائيل، وفي كلتيهما فرصة كبيرة لتعزيز مكاسبه التي يطالب بتثبيتها ويسميها ضمانات.

أما السؤال الثاني والأصعب الذي يُطرح على دعاة الحوار من أجل الحوار، أن الانسداد اللبناني بات يهدد شكل النظام السياسي اللبناني أي «الصيغة» التي هندستها باريس في مرحلة انتدابها على لبنان وهي مهددة بمضمونها وليس بشكلها، فرغم كل التطمينات التي تطلقها قوى حاكمة صاعدة حول الالتزام باتفاق الطائف فإنها تعطل الدستور والمؤسسات بفائض قوتها، في المقابل فإن قوى مؤسسة للدولة والكيان تراجع دورها وبدأت تطالب بالفيدرالية حفاظاً على ما تبقى لها من خصوصية، فالواضح أن هناك جماعات لبنانية تفضل الانفصال الجزئي عن السلطة المركزية التي يهيمن عليها سلاح «حزب الله»، وهذا الموقف من الصعب تغييره رغم كل التطمينات التي أوردها أمين عام «حزب الله» في خطابه مساء الأربعاء الفائت.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتاهة اللبنانية المتاهة اللبنانية



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس تتحدث عن منافستها بفيلمين في السينما
 العرب اليوم - ياسمين رئيس تتحدث عن منافستها بفيلمين في السينما

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حظر الطيران الجوي في أصفهان وقم الإيرانيتين

GMT 02:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بغزة

GMT 02:54 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 7.3 يضرب المحيط الهادئ وتحذير من تسوماني

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دوي انفجار يهز صنعاء وسط أنباء عن استهداف وزارة الدفاع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab