الرياض وملامح قرن سياسي جديد

الرياض وملامح قرن سياسي جديد

الرياض وملامح قرن سياسي جديد

 العرب اليوم -

الرياض وملامح قرن سياسي جديد

مصطفى فحص

تزامنا مع سير العمليات العسكرية في اليمن ضد انقلاب «الحوثي - صالح»، بدأ مسار سياسي عربي وإقليمي وإسلامي بالتشكل، يصعب رسم صورته النهائية حاليا، أو التكهن بحجم التحالفات التي سوف يرسو عليها، فقد تحولت الرياض في الأسابيع الأخيرة، مقصدا لمسؤولين وقادة عالميين، كان آخرهم رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، وقد سبق زيارته تنسيق باكستاني - سعودي رفيع على المستويين السياسي والعسكري، إذ أعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن خطوات إجرائية من أجل انخراط إسلام آباد الميداني في العمليات العسكرية، فيما عجلت عاصفة الحزم في تسريع خطوات التقارب التركي - السعودي، القائم منذ فترة حول تفاهم مصلحي في سوريا يرفض بقاء نظام الأسد في أي مرحلة انتقالية، عززته تصريحات نارية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، انتقد فيها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، معلنا استعداد أنقرة تقديم الدعم اللوجيستي والمخابراتي لعاصفة الحزم، إضافة إلى إجماع عربي دعم في قمة شرم الشيخ قرار الرياض ودول مجلس التعاون التدخل في اليمن لإنقاذه.
أما على الضفة الأخرى من الخليج العربي، فتستغرق طهران في قراءة تفاصيل اتفاق الأطر السياسي الذي وصلت إليه مع مجموعة دول 5+1، والذي لم يرق إلى مستوى التوافق النهائي، حيث يزداد يوما بعد يوم، حجم الاختلاف بين التفسير الأميركي لبنود الاتفاق والتفسير الإيراني له، إلى حد جعل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، يسارع إلى نفي الاتهامات التي وجهت إليه وإلى الوفد المفاوض من قبل أحد أطراف النظام الإيراني بموافقتهم على تخفيض مخزون اليورانيوم المخصب من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام. وهذا يدعو إلى الاعتقاد بأن تباينا حادا في المواقف، بين مراكز صنع القرار في طهران قد بدا يخرج إلى العلن، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى الانقسام الداخلي.
فبينما رحب رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الإيرانية الجنرال فيروز آبادي، بجهود الفريق الإيراني المفاوض في لوزان وبإنجازه الدبلوماسي، هاجم رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري المقرب من مرشد الجمهورية في افتتاحيته، فريق التفاوض الإيراني بسبب ما اعتبره موافقة على شروط واضحة لا تقبل التأويل، تقيد البرنامج النووي، بينما في المقابل لم تحصل طهران، إلا على وعود مكتوبة لكنها فضفاضة، قابلة للتأويل وكل أنواع التفسيرات. كما اعتبرت هيئة حماية المصالح الإيرانية، وهي تشكيل نقابي محافظ، يتكون من اتحادات طلابية وطلبة الحوزة الدينية، أن اتفاق الأطر الذي وقع في لوزان، أنهى استقلال إيران دون أن ينهي العقوبات.
بين القراءة الأميركية الغربية لبنود اتفاق الأطر السياسية، والتأويل الإيراني المختلف للتفسير العملي لهذه البنود، وبين رغبة داخلية إيرانية في التملص أو الالتفاف على هذه البنود، وبين خوف باراك أوباما على إنجازه الوحيد في سنواته الرئاسية، وخوفه من مواجهة داخلية مع الكونغرس، تظهر العراقيل في مسيرة التطبيع مع طهران، وعلى المقلب الآخر تسرع الرياض خطواتها في تشكيل فضاء سياسي، يمتد من تخوم آسيا الوسطى حتى مضيق باب المندب، تذلل فيه كل العراقيل التي يمكن أن تواجهها، من أجل الوقوف بوجه سياسة التوسع الإيرانية ومحاصرتها، ومن جهة أخرى يلامس حدود الجغرافيا السياسية للمجال الحيوي الروسي، ويطرح فكرة اختراقه كرد على اختراقات موسكو في المنطقة العربية والمياه الدافئة، ويقدم البدائل الإقليمية لملء الفراغ الناجم، عن تراجع الاهتمام الأميركي بالمنطقة، والتحولات الناتجة عن تحالفات إدارة أوباما الجديدة، وأولوياتها خلال ما تبقى له من فترته الرئاسية.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياض وملامح قرن سياسي جديد الرياض وملامح قرن سياسي جديد



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab