خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة

خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة

 العرب اليوم -

خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة

عبد الباري عطوان

من تابع خطاب السيد عبد الملك الحوثي زعيم حركة “انصارالله” الذي القاه مساء الاحد عبر قناة تلفزيون “المسيرة” التابعة للحركة، يدرك جيدا ان الازمة اليمنية ستطول، وان الحرب ستزداد شراسة، وان لا حلا سياسيا في الافق.
السيد الحوثي الذي ظهر لاول مرة بعد غياب استمر حوالي 24 يوما، وسط تقارير عديدة سربها اعداؤه تؤكد وفاته في غارة جوية لطيران التحالف استهدفت مدينة صعدة مقره الرسمي، لم يطرح اي مباردة سلام، ولم يقدم اي تنازل، ولم يظهر عليه اي خوف من القصف الجوي المكثف لقواته، واهداف اخرى في اليمن، وكان يستعين طوال الوقت بالآيات القرآنية التي تتحدث عن الظلم والعدوان، وتطالب بالصمود، مؤكدا طوال الوقت مقولة “اعتماده على الله واعتمادهم على امريكا”.
كان خطابا تعبويا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، يتحدث طوال الوقت عن حتمية النصر، والصبر وهزيمة المستسلمين دائما، ومليارات الآخر مقابل فقر الشعب اليمني، وجوعه وحرمانه، ومشاركة الامريكيين في غرف العمليات، وهي كلها محاور اختيرت بعناية لاعطاء مفعولها في اشرس الحروب النفسية التي تسير جنبا الى جنب مع الحروب في ميادين القتال، وهي حتى الآن، اي الاخيرة، ما زالت في اتجاه واحد اي قصف جوي دون امتلاك الجانب الآخر امكانية الرد.
***
كان لافتا ان السيد الحوثي لم يتحدث مطلقا عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولا عن نائبه خالد بحاح، واكتفى باشارة غامضة الى مسألة “الشرعية”، عندما قال ان من يملك الشرعية هو من يمتلك الحق، شرعية القرآن الكريم، والتصدي للمعتدين، على حد قوله.
من الواضح ان الطرف الآخر الذي يقف في الخندق المواجه لـ”عاصفة الحزم” يشن حاليا هجوما اعلاميا شرسا مضادا بعد فترة طويلة من الصمت، ويوظف اجهزة اعلامه لنقل رسائله الى اوسع نطاق ممكن، ويمكن اختصار هذا الهجوم على الوجه التالي:

    اولا: لم يكن من قبيل الصدفة ان يأتي خطاب السيد الحوثي بعد يومين فقط من الخطاب الذي القاه السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله في مهرجان شعبي “داعم لليمن”، وشن فيه هجوما شرسا ضد المملكة العربية السعودية، استخدم فيه عبارات قوية، مثل اتهامات بنشر “الفكر التكفيري والارهاب”، وهو ما رد عليه كل من السيد انور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والفريق ضاحي خلفان نائب قائد شرطة دبي بعبارات اكثر شراسة.
    ثانيا: اصدار السيد علي خامنئي تعليمات لوزارة الدفاع الايرانية برفع درجة التأهب، والقدرات، والكفاءات العسكرية، ومستوى الجاهزية للجيش والحرس الثوري وجميع الاجهزة ذات الصلة قائلا “ان الشعب الايراني هو امة اثبتت قدرتها على الدفاع عن نفسها اذا ما تعرضت لاي هجوم”.
    ثالثا: خطاب السيد عبد الملك الحوثي، الذي استغرق اكثر من اربعين دقيقة، وتضمن تحريضا واضحا على المملكة العربية السعودية وحلفائها، والتهديد باستخدام كل الخيارات المتاحة، ومحاولة استخدام خطر تنظيم “القاعدة” كورقة تحذير للغرب، على اعتبار ان هذا التنظيم في رأيه هو المستفيد الاكبر، والمسيطر على الجنوب اليمني، وكأنه يعيد التذكير بخطر “الدولة الاسلامية” في العراق وسورية.
    رابعا: تحدثت تقارير امريكية عن ارسال طهران اكثر من ثلاثين بارجة حربية الى مضيق باب المندب، وابراز وسائل الاعلام التابعة لها لهذه التقارير لايصال رسالة مفادها ان ايران لن تتخلى عن حلفائها في اليمن.

لا نعرف بالضبط كيف سيكون تأثير خطاب السيد الحوثي على الشعب اليمني بكل اطيافه، سواء المؤيد لـ”عاصفة الحزم” او المعارض لها، مثلما لا نعرف كيف سيكون الرد السعودي الخليجي على الخطاب نفسه، ولكن ما نعرفه جيدا ان الحرب في اليمن تتسع، وفرص الحلول السياسية تتراجع، ولهذا فان احتمالات استمرار الحرب لاسابيع او لاشهر او حتى لسنوات كبيرة.
فالحرب البرية التي توقعها الكثيرون بعد عدم نجاح القصف الجوي في تحقيق اي من اهدافه، وابرزها عودة الرئيس “الشرعي” عبد ربه منصور هادي، تبدو بعيدة بعد تراجع باكستان، وتلكؤ مصر، والتزام تركيا بالحلول السياسية.
***
المملكة العربية السعودية تغرق تدريجيا في رمال اليمن الساخنة المتحركة، وتجد نفسها تحارب جنبا الى جنب مع تنظيم “القاعدة”، بل تخوض معركته دون تنسيق مسبق، والمتحدث العسكري العميد احمد عسيري مستشار وزير الدفاع بات يتحدث يوميا في مؤتمراته الصحافية عن وقوع خسائر في صفوف الجنود السعوديين في اشتباكات حدودية في جنوب المملكة، وفي مواجهة محافظات يمنية يسيطر عليها الحوثيون.
لا نستغرب اذا ما كان من بين الخيارات التي تحدث عنها السيد الحوثي في خطابه (الاحد) توسيع نطلق هذه الحرب، واللجوء الى الصواريخ والمدافع بعيدة المدى.
اليمن بات مسؤولية سعودية، وعبء ثقيل على كاهل المملكة سواء في زمن هذه الحرب، او بعد انتهائها، فهذه الحرب ستكون مكلفة بشريا وماديا، وتزداد هذه التكلفة كلما طال امدها، مثلما سيكون السلام مكلفا اكثر لانه يعني اعادة الاعمار وضخ عشرات، وربما مئات المليارات في مجالات الاستثمار ايضا لارضاء الشعب اليمني وكسب وده.
المشكلة تكمن في استمرار الانخفاض في العوائد النفطية من جراء تراجع الاسعار، وهي مشكلة ربما تصبح اكثر تعقيدا في حال عودة النفط الايراني الى الاسواق بقوة بعد اتفاق السلام النووي، مما يعني انخفاضا اكبر في الاسعار.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة خطاب “الحوثي” جاء تعبويا ومتحديا واعلانا لحرب استنزاف طويلة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab