هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا

هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا!

هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا!

 العرب اليوم -

هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا

عبد الباري عطوان

ترتفع حالة القلق الى اعلى مستوياتها هذه الايام في اوساط الاسرائيليين اولا، والمعارضة السورية، وداعميها العرب، والغربيين على ثانيا، بعد تصاعد التدخل العسكري الروسي على الارض السورية جنودا وخبراء ومعدات، ورضوخ واشنطن لهذا التدخل لصعوبة اللجوء الى بدائل اخرى، لما تتضمنه من تكلفة مادية وبشرية باهظة.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي حط الرحال (الاثنين) في موسكو لاستطلاع الامر، والتأكد من ان هذا التدخل لن يفرض قيودا على حركة الطيران الاسرائيلي في الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، بينما عبرت المعارضة السورية عن حنقها من التوسع العسكري الروسي هذا، بقصف السفارة الروسية في دمشق، دون ان تخلف اي اضرار، في رسالة واضحة عن قلقها واستيائها.
لا نعتقد ان القيادة الروسية ستسمح لاسرائيل بتكرار غاراتها الجوية المهينة على اهداف داخل سورية في ظل تواجدها العسكري المتزايد، لان تكرار مثل هذا العدوان سيشكل احراجا مباشرا لها، وخرقا لكل الخطوط الروسية الحمراء، ولا بد ان نتنياهو يدرك هذه الحقيقة جيدا، واذا حاول تجاهلها فان هناك في موسكو من سيعيد تذكيره بها، لان قواعد اللعبة تغيرت بعد ارسال موسكو اكثر من 2500 خبير عسكري وجنود في وحدات خاصة، وطائرات حديثة من طراز “سوخوي 27″، و”سوخوي 30″، وهي الاكثر تطورا في الترسانة العسكرية الروسية، ولا نستبعد ان تستمر عملية ارسال الصواريخ والمعدات الحديثة من سورية الى “حزب الله” في لبنان وبصورة اكثر كثافة في الاشهر المقبلة.
***
اهداف روسيا من هذا التدخل العسكري “المتدحرج” في سورية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

    اولا: الحيلولة دون سقوط الرئيس بشار الاسد ونظامه مهما كلفها الامر، وتدخلها “المتحدي” في سورية يعيد التذكير بموقفها الداعم للرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة عام 1967، وتعزيزها لقدراته العسكرية وتحديث اسلحة جيشه، بما ادى الى عدم سقوطه، وخوضه حرب استنزاف مشرفة ضد اسرائيل، اعادت الاعتبار للمؤسسة العسكرية المصرية، ومهدت لانتصار حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 التي ستحل ذكراها بعد بضعة ايام.
    ثانيا: تعزيز القدرات العسكرية للجيش السوري بدعم من الخبراء الروس على خطوط التماس مع المعارضة المسلحة، كخطوة اولى لاستعادة المدن التي سقطت في يد هذه المعارضة في شمال سورية وجنوبها وشرقها، وهناك انباء عن اخذ قناصة روس مواقعهم في الزبداني ومشاركتهم في القتال.
    ثالثا: التوجه لمحاربة “الدولة الاسلامية” وكل الجماعات الاسلامية الجهادية الاخرى مثل “جبهة النصرة” و”احرار الشام”، في محاولة ليس لاحتوائها، وانما القضاء عليها، لانها تشكل خطرا مباشرا على روسيا لتغلغلها في جنوبها ذات الطابع الاسلامي.

من الواضح ان نتنياهو يعيش “ازمة مزمنة” عنوانها الرئيسي تراجع مكانة اسرائيل واهميتها السياسية والعسكرية في المنطقة، ولذلك طار الى موسكو، وفي معيته وفد عسكري كبير، يضم الجنرال هيرتزل هاليفي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، والجنرال غادي ايزنتوكوت رئيس هيئة الاركان في محاولة لاستطلاع الموقف العسكري الروسي، وخطط الرئيس فلاديمير بوتين المستقبلية في المنطقة والتنسيق لوضع خطوط حمر “جديدة” تمنع صدام الجانبين الاسرائيلي والروسي على الحدود مع لبنان وسورية، ومنع وصول اسلحة حديثة من سورية الى “حزب الله”.
اللافت ان القوى الداعمة للمعارضة السورية المسلحة مثل السعودية وتركيا وقطر تلتزم الصمت ازاء هذه الخطوات العسكرية الروسية المتسارعة لتثبيت وجود النظام في دمشق، خاصة ان هذه الخطوات جاءت بعد محاولات حثيثة، ومن قبل السعودية خاصة، لاغراء الجانب الروسي من خلال صفقات اسلحة واستثمارات مالية وتنازلات نفطية للتخلي عن هذا النظام، ولكن يبدو ان القيادة الروسية كانت تستمع لهذه العروض، وتشجعها، لخلق شرخ بين هذا المعسكر وحليفه التاريخي الامريكي، وهناك مؤشرات على نجاحها في هذا المضمار.
ثم ماذا يمكن ان تفعل هذه الدول بعدما بدأت امريكا والدول الاوروبية الداعمة لها تغير مواقفها، وتطالب بالتفاوض مع الرئيس الاسد، وتخلي الساحة السورية كليا لموسكو؟ مضافا الى ذلك ان طرفي هذا التحالف، اي السعودية وتركيا، يواجهان حروبا دموية متفاقمة، داخلية وخارجية، ولم يعد الملف السوري قمة اولوياتها، ولا مزيد للشرح.
***
ومثلما استغل الامريكيون خطر “الدولة الاسلامية” لارسال طائراتهم الى المنطقة العربية تحت عنوان مواجهته، واعادة تعزيز وجودهم العسكري في العراق، ها هي موسكو تفعل الشيء نفسه عبر البوابة نفسها مع فارق اساسي، وهو انها بدأت في تعزيز وجودها الجوي والبحري والارضي في سورية، تمهيدا للانتقال الى العراق، لاستعادة نفوذها في المنطقة الذي خسرته مع سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه.
موازين القوى تنقلب رأسا على عقب في المنطقة بعد خمس سنوات من الهيمنة الامريكية المطلقة، والامر المؤكد ان الحلف الاسرائيلي العربي الذي بدأ يطل برأسه، ويتعزز في العلن، بهدف مواجهة الخطر الايراني، هو الخاسر الاكبر من جراء هذا الانقلاب الاستراتيجي.
نتنياهو الذي كان يهدد بالامس بقصف ايران وتدمير منشآتها النووية بات يتصرف مثل الدجاجة المذبوحة، بعد ان تحول وكيانه الى لاعب هامشي، وعبء ثقيل تريد القوتان العظميان التخلص منه، ويواجه عزلة دولية، ويقف على حافة انتفاضة فلسطينية في الارض المحتلة بسبب اقتحامات المسجد الاقصى، والايام بيننا!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا هل جاء تدخل روسيا العسكري “المتدحرج” في سورية لانقاذ الرئيس الاسد ونظامه فعلا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab