كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني

كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني؟

كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني؟

 العرب اليوم -

كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني

بقلم: عبد الباري عطوان

عندما يبدأ خصمك في تحقيق الانتصارات الواحد تلو الآخر، وتخرج انت من هزيمة لتدخل في أخرى اكبر، فأعلم جيدا ان النهاية لاحتلالك باتت وشبكة جدا.
الخصم هنا هو المقاومة الفلسطينية ورجالها الابطال الذين يطورون وسائل وأساليب نضالهم، ويتفوقون على عدوهم المدجج بالأسلحة الحديثة، ويتباهى امام العالم كله بخبراته الأمنية والعسكرية، اما المحتل فهو العدو الإسرائيلي، والمناسبة هي نجاح ستة من الاسرى الفلسطينيين بقيادة محمود العارضة من الجهاد الاسلامي، وزكريا الزبيدي احد ابرز قادة كتائب الأقصى الفتحاوية، وابن مخيم جنين البار، من تحرير انفسهم عبر حفر نفق في أرضية زنزانتهم بطريقة إبداعية غير مسبوقة، ستدخل التاريخ، وربما تتحول الى فيلم سينمائي عالمي في يوم من الأيام يسجل هذا العمل البطولي المقاوم.
***
ما زالت اسرارا هذه العملية وتفاصيلها شحيحة، لان أجهزة الامن الإسرائيلية المصدومة، والمهانة، التي أصيبت في مقتل، تتكتم وتخفي الوقائع، ولكن المعلومات القليلة التي تسربت حتى الآن، تؤكد اننا امام عمل شجاع محكم الاعداد والتنفيذ، ويطرح العديد من الأسئلة، ابرزها كيف تمت عملية الحفر لأكثر من اربع اشهر وتهريب ادواتها واخفاءها عن السجان في اكثر سجون دولة الاحتلال حراسة وأمنا، وأين ذهب الرمل الناجم عنها، وكيفية ابعاده عن عيون العسس المتربصين؟ ومن الذي سرب الهاتف الذي جرى استخدامه في الاتصال مع خلية في الخارج لنقل الابطال المحررين في سيارة تنتظرهم اثناء لحظة الصفر قرب “الفتحة” النهائية؟ وهل سيتمكن الابطال المحررون من عبور الحدود الى الأردن او سورية؟ ام انهم سينفذون عملية استشهادية ضد اهداف إسرائيلية في الداخل؟
الأيام والاسابيع المقبلة ستجيب عن جميع هذه الأسئلة وغيرها، وما يمكن قوله الآن، ان هذه العملية البطولية تشكل ضربة قاتلة لهيبة الحكومة الإسرائيلية، والمشروع الصهيوني بشكل عام، وسجلت فشلا امنيا واستخباريا ربما يكون هو الاضخم منذ قيام دولة الاحتلال، قبل اكثر من سبعين عاما.
صحيح ان هذه العملية الفدائية الهندسية بالغة الدقة والاعداد تشكل اخفاقا للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، مثلما اعترف معظم المحللين في الاعلام الإسرائيلي، ولكن الاصح أيضا ان هذا الإخفاق ما كان يتكشف ويتأتى لولا العقيلة النضالية والجهادية الجبارة، وارادتها القوية، وقدرتها على وضع خطة الهروب، وتنفيذها بدقة متناهية، والتكتم الشديد على التفاصيل، وعدم الاقدام على أي خطأ من شأنه ان يؤدي الى فشلها.
من حق شرفاء حركة “فتح” ان يفتخروا بالمناضل الكبير زكريا الزبيدي الذي كان يوما عضوا في مجلسها الثوري، وقائدا لكتائب شهداء الأقصى ذراعها العسكري، ومن حق حركة “الجهاد الإسلامي” ان تفتخر بمجاهديها الخمسة الذين شاركوا في التخطيط والتنفيذ، فهذه العملية التي وحدت التنظيمين على أرضية المقاومة والتحرير الإبداعي تؤرخ لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق لعمليات قادمة، ونتضرع الى الله ان يحميهم، وكل المقاومين الابطال من امثالهم من التنسيق الأمني الذي يجسد كل اشكال العمالة والتواطؤ مع دولة الاحتلال، ومن بينها التجسس على الشرفاء واعتقالهم وتسليمهم.
هذه العملية التي جاءت بعد الانتصار الكبير جدا لغزوة “سيف القدس وبعد بضعة أيام من “قنص” جندي من الوحدات الخاصة الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، حققت جميع أهدافها العسكرية والأمنية والنفسية، وسجلت انتصارا كبيرا ومذلا لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، بغض النظر عن التبعات التي يمكن ان تترتب عليها، والمتعلقة منها بالمحطة النهائية لأبطالها المحررين، فالضرر لحق بهذه الأجهزة، ولن يقلل من شأنه إعادة القبض على هؤلاء المحررين الابطال (لا سمح الله) فقد كسبوا هذه المعركة بجدارة، والحقوا ضررا معنويا ضخما في أوساط المستوطنين الإسرائيليين وحكومتهم، وفرضوا علامات استفهام كبيرة حول مستقبلهم، واستمرار دولتهم.
***
جميل منظر أهلنا المرابطين وهم يرقصون فرحا بهذا الانتصار، ويتبادلون التهاني ويوزعون الحلوى، وليس هناك فرحة تعلوا على فرحة الانتصار على العدو في هذا الزمن العربي الرديء.
دولة الاحتلال التي كانت تهزم دولا وجيوشا عربية جرارة في ساعات لم تعد قادرة على هزيمة خلية جهادية فلسطينية حتى داخل زنازينها المحكمة الاغلاق والمراقبة، المشهد يتغير بسرعة، والمارد الفلسطيني غيّر، وسيغير، الكثير من المعادلات القديمة والحديثة، ولعل هذا التنسيق الوطني المشرف المقاوم، بين كوادر فصائل المقاومة ورجالها، الذي تجلى بأبهى صوره بين “فتح” و”الجهاد الإسلامي” خلف القضبان سيكون العنوان الأبرز لتنسيق أوسع يشمل كل فصائل المقاومة في المرحلة المقبلة.. والأيام بيننا.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني كيف وجهت عملية أبطال التحرير الستة ضربة قاضية لهيبة المشروع الصهيوني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 العرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab