المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة والتسويات قادمة

المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة.. والتسويات قادمة

المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة.. والتسويات قادمة

 العرب اليوم -

المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة والتسويات قادمة

أسامة الرنتيسي

لا تتوقف الصحافة العالمية وكبريات الصحف عن تسليط الضوء على الارهاب وتنظيم القاعدة وتفريخاتها المتعددة، واخرها عصابة داعش، وترسل ابرز صحافييها ومحلليها الى منطقتنا العربية، وتدفع لهم مبالغ طائلة لكي يعودوا بغنائم  وفيرة جراء حوارات يسجلونها مع ما يسمى قيادات التنظيم والتيارات السلفية، لكن عندما تقرأ هذه التقارير والحوارات تكتشف حجم السذاجة والتضخيم والمبالغات التي تتصدر عناوين هذه الصحف، لكن المضمون لا يحتوي شيئا، ومعظمها اخبار ومعلومات وتحليلات نشرت في الصحافة العربية ولا جديد فيها.

هذه البضاعة الفاسدة لا تركض ورائها كبريات الصحف لوجه الله، ولا لتعميق مفهوم الصحافة الاستقصائية، ولا للمهنية، والبحث عن الموضوعية، وانما بضاعة فاسدة تلقى مروجين لها، وخاصة في المجتمعات الغربية، ويستغلون ان ما يسمى قادة التيارات السلفية من ابي قتادة الى المقدسي وما بينهما من قادة عصابات داعش والنصرة، يتحمسون للادلاء بتصريحات لهذه الصحف، لانها الاكثر انتشارا في العالم.

يأتي صحافي كبير من صحيفة الغارديان البريطانية فيلتقي مع ابو محمد المقدسي ويحاوره عن القاعدة وداعش، وينشر تقريرا موسعا، وبعد النشر يخرج المقدسي ليعلن ان هذه التصريحات ملفقة، فما الذي يدفع صحافيا يأتي من لندن ليلفق تصريحات على لسان المقدسي من عمان، سوى المتاجرة بالبضاعة الفاسدة والرائجة.

بريق العصابات الارهابية وخاصة داعش، بعد ان انطفأ نهائيا بريق القاعدة والظواهري، يغيب ويعود بحسب الاجندة التي تتحكم فيها صراعات المنطقة، وقد لاحظنا ذلك بوضوح خلال الحرب  التي تخوضها السعودية في عاصفة الحزم ضد الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالطيران والتحالف العربي، حيث تصدرت الأخبار والتحليلات، أولوية الأخبار.

عصابة داعش في حالة انكماش في معظم المواقع التي يشكلون فيها دولتهم، حتى لو انهم يتمددون على الارض في بعض المناطق، وهناك الكثير من المراقبين يتوقعون ان لا يزيد عمر عصابة داعش لفترة طويلة مثلما تتوقع الادارة الاميركية، وانما فيلم طويل لا بد لنهايته ان تتضح اخيرا، وقد تكون بدون اعلان في النهاية.

ما يحدث في كل الملفات الساخنة عربيا، مرحلة عض اصابع، والاستفادة من عامل الوقت، لان المرحلة المقبلة لا بد ان تكون مرحلة تسويات للازمات الاقليمية من سورية، الى العراق، الى اليمن والبحرين ولبنان، وفي الطريق ملف داعش والفصائل الاجرامية الاخرى.

في القضية السورية تأخذ  التطورات الحاسمة على ارض الواقع ميدانيا، شكلا لا يختلف عن الاتفاقات بين قطبي العالم، روسيا واميركا، حيث سيلتقيان الجمعة في نيويورك برفقة اصدقاء سورية لحسم كثير من الاوراق، بعدما كان الرئيس الروسي حاسما في مؤتمره الصحافي الخميس عندما حدد عشر نقاط في الملف السوري لا يمكن للروسيا التنازل عنها، ظهر بعدها أن الموقف الأمريكي أقرب إلى الموقف الروسي ، فواشنطن ليست بصدد إسقاط منظومة الحكم في سورية، وهو ما عبر عنه كيري صراحة: "الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يسعون إلى ما يسمى تغيير "النظام السوري"، وليست بصدد المضي قدما مع حلفائها الإقليميين لجهة رفع وتيرة الصراع العسكري والدخول في مواجهة مع الروس، فالأولوية الآن لمحاربة داعش".

في اليمن، فأن المفاوضات في منتجع سويسري لا تزال تحت السيطرة، ومهما كان حجم الخروقات على ارض المعركة الا ان العنوان الابرز للهدنة لا يزال ثابتا، بعد أن كثف التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية هجماته ومعاركه الحاسمة من أجل تحسين شروطه في الحل المرتقب للأزمة اليمنية، وفي المقابل حاولت جماعة الحوثي وقوات علي عبدالله صالح الصمود اكثر في المعركة من اجل تعزيز موقفهم في تلك المفاوضات.

في ليبيا، قطعت الاطراف المتصارعة شوطا مهما في الاتفاق الذي رعته الامم المتحدة الخميس في مدينة الصخيرات المغربية، باتجاه التوافق على حل سياسي سلمي للاوضاع في ليبيا، وبعد هذه السنوات وتغلل داعش في العمق الليبي لم يعد امام الفرقاء في ليبيا الا التوحد على ابسط القواسم المشتركة.

في الموضوع اللبناني، على الرغم من حجم التشاؤم من انفاذ التسوية التي طرحها سعد الحريري، الا ان مربط فرس الازمة اللبنانية معقود في العواصم الاخرى، واذا توافقت الرياض ودمشق وواشنطن وما بينهما طهران على الحل، فأن الرئيس اللبناني جاهز للتعميد.

في العراق، اخذت الامور تتغير على ارض الواقع، وبدأت الحكومة العراقية اكثر جدية في انهاء ملف الانبار، ومستقبل العراق، وخاصة بعد ان ظهرت الاطماع التركية بصلافة عندما دخلت قواتها الى شمال العراق تحت حجج واهية.

الملف الوحيد الذي لا بواكي له هو الملف الفلسطيني، فقد تراجعت القضية الفلسطينية عن اجندات المنطقة وانظمتها على الرغم من ان الشباب الفلسطيني يقدمون يوميا شهداء وتضحيات على طريق البحث عن الحقوق الوطنية والمستقبل، الا ان دماءهم للاسف لم تعد تحرك حتى الشوارع العربية المثخنة بالجراح وفقدان الامل.

arabstoday

GMT 11:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 11:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 06:36 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:34 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة والتسويات قادمة المتاجرة بالارهاب بضاعة فاسدة والتسويات قادمة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab