بقلم : أسامة الرنتيسي
كالنار في الهشيم تفاعلت قوى البلاد مع مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي لعام 2025 ، الذي لا يزال حتى الآن في عهدة مجلس النواب ولجنة الاقتصاد والاستثمار برئاسة خالد ابو حسان، وما تسرب منه أو تمت مناقشته لم تكن دقيقة بعد أن تراجع خبراء بعد ساعات عن هجومهم على بنود في القانون قالوا إنها ستحول الأردنيين إلى مستأجرين لأملاكهم عند الدولة.
الحالة صحية، وتدل على تعافي قادة الرأي العام ويقظتهم، حتى لو كان في الأمر تسرع، فالخوف من فرض ضرائب جديدة تؤرق المجتمع بأسره، والثقة في وعود الحكومات والمسؤولين (مثل شباط ما عليه رباط..) لهذا فالهجمة على أية ضرائب جديدة تضع الحكومة وصانع القرار أمام حالة رفض لهذا السلوك إن فكرت فيه أية حكومة.
وما زاد الطين بِلّةً، قيام نواب بالدفاع عن القانون بأنه المنقذ لحالة الاستثمار المتعثرة، عندها وضع الجميع أكفهم على قلوبهم لأن سياسة المفاوضات على بنود القانون ونسب الضرائب قد بدأت مبكرا، فالثقة في النواب عموما…(والله ما أنا قائل..).
فعل خيرا أمين عمان بتوضيحاته، وتفعل خيرا الحكومة إذا طمأنت الناس بأنها لا تفكر بمشروعات قوانين تزيد الضرائب على الأردنيين، وللعلم قد يكون الأردني أكثر مواطني العالم دفعا للضرائب التي قد يصل عددها السبعين ضريبة وأكثر.
عموما؛ هناك حالة من القلق الشديد ترتسم ملامحها على وجوه العامة، وحالة من الاضطراب على وجوه الرسميين، وقلق وجودي لدى الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة.
في البلاد حالة اقتصادية مرعبة ومستعصية، لا تصدقوا الأرقام الرسمية، التي تخرج من أفواه المسؤولين، ما عليكم سوى متابعة عدد الشركات المتعثرة، والمؤسسات التي لا تدفع رواتب موظفيها، والتسريحات بالجملة من المصانع والشركات، والديون وفوائدها التي تثقل كواهل مؤسسات رسمية وشبه رسمية، إضافة إلى فوائد ديون الدولة المرعبة أكثر.
هناك مسؤولون مؤبّدون في مناصبهم، في مؤسسات رسمية وشعبية، يحتاجون إلى وقوع زلزال حتى تتكسر الكراسي من تحتهم، فهم لن يغادروها إلا إلى سحاب، لأنهم لا يؤمنون بتجديد الدماء، وتقلّب السنوات، وسُنّة الحياة.
مقتنعون جدا؛ أن هناك أطرافا لها مصلحة في تسخين الأجواء العامة الأردنية، وهناك مواقع وجروبات، وجهات داخلية وخارجية، حقيقية ومزورة، وحسابات وهمية مدعومة بالملايين كي يخلقوا فوضى وصراعات في الداخل الأردني، طبعا لا ننسى القذارات الإسرائيلية ووساخة غرف عملياتها في بث كل ما هو مسيء ومثير للنعرات والحساسيات في الأردن.
لكن تبقى مناعتنا الوطنية قادرة على امتصاص كل الهجمات، وتزيد هذه المناعة أكثر إن انفتح مالك المعلومة على وسائل الإعلام، ولا يعتقد أن المعلومة ملكه فقط، ومع هذا فإن الطلق الذي لا يصيب يدوش، وكثرة الروايات والقصص والحبكات المدروسة تخلق “طابورا خامسا” يرددها عن قصد ووعي، وآخر يرددها عن هبل على قاعدة “بقولوا.. هيك مكتوب في النت”.
الدايم الله…..