بقلم : أسامة الرنتيسي
“الانتخابات يوم والمحبة دوم”…جملة أو حكمة تسمعها بكثرة على ألسن فحيصية هذه الأيام، وقد تكون تتردد في أماكن ومناطق اخرى بعد أن اشتدت حمم الانتخابات وأخذت عناوين جديدة.
ساعات وندخل في الصمت الانتخابي، ويتوقف تعليق الصور في الشوارع، كما تتوقف المهرجانات الانتخابية.
ستنتهي الانتخابات وسيفور أعضاء جدد لمجلس النواب العشرين، سنرضى عن فوز بعضهم ونغضب لفوز من لا يستحق الفوز، لكنها لعبة الانتخابات علينا أن نرضى بنتائجها وما تفرزه الصناديق.
نسمع عن توترات وتشنجات في بعض المناطق من جراء ما أفرزته الانتخابات وتداعيات تشكيل القوائم، علينا بعد الانتخابات أن نضع فورا كل شيء وراء ظهورنا، وننظر للمستقبل وكيف سنسهم في تشكيله وحمايته وتعزيزه.
ونسمع أن أهالي تلك المنطقة سوف “يلحمون بعضهم” بعد أن تخرج النتائج ويخرجوا من المولد بلا نواب بسبب التشتت وترشيح أكثر من شخص من العشيرة الواحدة.
هذه ليست آخر الانتخابات، ونتائجها مهما كان حجم رضانا عنها هي جولة ستتبعها جولات، والشاطر من يستفيد من أخطاء الأمس واليوم لقابل الأيام، ليدير معركته الانتخابية المقبلة بشكل أفضل.
سنكتشف أن الفائزين من مرشحي الأحزاب أصبحوا نوابا حقيقيين، ولهم مقعد واضح تحت القبة، وأن مستقبل العمل البرلماني يتجه إلى العمل الحزبي، ولهذا من يبقى بعيدا عن الأحزاب سيبقى خارج الحسبة وخارج التأثير وخارج علبة المصالح والمغانم.
شخصيا؛ بتواضع شديد، لست من الراضين عن مجريات الانتخابات وما علق بها في الأشهر الماضية، ولا راض عن طريقة توزيع المقاعد في القوائم الحزبية، وغاضب كثيرا من عدم توحد قوى اليسار في قائمة واحدة وتشتتهم في ثلاث قوائم من المستحيل أن يفوز منهم أكثر من مرشح واحد هذا إذا حالفهم الحظ وإذا تحركت غدد اليسار القديم في جينات الأجيال التي دفعت غاليا ثمن الانتماء لأحزاب اليسار سجون واعتقال ومنع من العمل والسفر، في حين كان التيار الإسلامي وبالذات الإخوان المسلمون ينعمون بحضن الدولة ونعيمها.
مهما كانت ملحوظاتنا على الانتخابات ومهما وجهنا لها سيوف النقد، جاء وقت الحساب، وأول هذه الجلسات أن لا نمارس المقاطعة ونبقى جالسين في البيوت، وأن نذهب إلى صناديق الاقتراع وندلي بأصواتنا لمن نتوسم فيهم خيرا، أو حتى لمن نرى في الأقل فيهم سوءا، المهم ان نصوت ولا نبقى من عشاق الأرائك الذين يولولون كثيرا ولا يفعلون شيئا.
الدايم الله….