بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – وأنت تقرأ هذا المقال يكون الخبير التربوي البارز في الأردن الدكتور ذوقان عبيدات قد مَثُلَ ـ صباح اليوم الثلاثاء ـ أمام قاضي محكمة البداية في قصر العدل، في قضية حركها عليه وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة (صديق عبيدات وصديقي أيضا)، على خلفية مقالة نشرت في الفيسبوك، تحدث فيها عن رسالة وصلته من إحدى مدارس القطاع الحكومي، وصف فيه المدارس ـ في نظري ـ (بما لا يليق بها) .
مَن نَصَح الدكتور عزمي محافظة ـ وهو الشخصية العلمية والأكاديمية البارز والهادئ جدا ـ بتحريك دعوى قضائية ضد عبيدات قد جانبه الصواب، ولو كان تحريك الدعوى من دون نصيحة، أعتقد أن لحظة الغضب حينها عند الدكتور محافظة كان يمكن تطويقها.
طبعا؛ حق التقاضي مقدس ولا غبار عليه، ومن حق كل إنسان يشعر بالغبن أن يلجأ للقضاء، صمام الأمان في الحياة عموما.
قد يكون الدكتور محافظة من أكثر الناس الذين يعرفون الخبير التربوي المشاكس الدكتور ذوقان عبيدات، فهو برأيي المتواضع من أبرز خبراء التربية والتعليم والمناهج في الأردن إن لم يكن في الوطن العربي، وله بصمات بارزة في تقويم الأوضاع التعليمية وقراءة المناهج وفحصها وتوجيهها الوِجْهَة السليمة.
وقد يكون الخبير التربوي الأول في الوطن العربي الذي حذر مرارا من قضية دخول الداعشية على المناهج المدرسية، ولفت نظر أكثر من وزير تربية وتعليم في الأردن وخارجه لهذه القضية الفاصلة.
شخصيا؛ أبديت للدكتور ذوقان عبيدات ـ أكثر من مرة ـ رفضي للوصف الذي أطلقه على المدارس، وعدم موافقتي على نشره، ولو كتبه في مقالة كي ننشرها في “الأول نيوز” لشطبتها فورا، وهو على كل حال ـ عبيدات ـ شخصية ديمقراطية يقبل النقد ويؤمن بالنقد الذاتي، وكان يمكن معالجة هذا الأمر بالطلب منه شطب المنشور والوصف وحتى الاعتذار عنه.
لم يفت الأمر، وبإمكان صديقنا الوزير الحَشَمُ عزمي محافظة التراجع وسحب القضية، ويكفي أن الدكتور عبيدات مَثُلَ أمام المدعي العام الذي قرر – كما يقول عبيدات – منعه من السفر لمدة شهر.
الدايم الله…