البيعةمظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب

البيعة...مظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب

البيعة...مظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب

 العرب اليوم -

البيعةمظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب

بقلم : رضوان القادري

ونحن على بعد أيام قليلة على حفل الولاء والبيعة التي يحتفل بها المغاربة كل سنة لا يسعنا إلا الترحم على المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، والدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بموفور الصحة.

وعكس ما ذهب إليه البعض، فالبيعة ميثاق شرعي وسياسي وقانوني يجمع بين أمير المؤمنين والأمة، وتقليد من التقاليد التي دأب عليها الملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب لمئات السنين، سيرا منه على النهج والتقاليد الإسلامية، باعتبارها الطريقة الشرعية التي تقرر بها الأمة مصيرها السياسي، وتنتخب بها الحاكم الذي ترتضيه على أساس الكتاب والسنة، والنقطة الحاسمة في انتقال المٌلك من ملك إلى آخر، يتعهد فيها الموقعون من طنجة إلى الكويرة بالطاعة والولاء للملك، ونستحضر بهذا الخصوص نص البيعة الذي تلاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، عبد الكبير العلوي المدغري، لتقديم البيعة الشرعية للعاهل الجديد (الأمير محمد السادس آنذاك) في اليوم الذي توفي فيه المغفور له الملك الحسن الثاني 23 يوليوز من سنة 1999 حيث جاء فيها "ولما كانت بيعته الشرعية في أعناق المغاربة جميعا من طنجة إلى الكويرة، وكانت البيعة من الشرع وهي الرابطة المقدسة التي تربط المؤمنين بأميرهم، وتوثق الصلة بين المسلمين وإمامهم، وكان فيها ضمان حقوق الراعي والرعية، وحفظ الأمانة والمسؤولية، وسيرا على المعهود في تقاليدنا الملوكية المرعية، والتي بفضلها تنتقل البيعة بولاية العهد من الملك إلى ولي عهده من بعده، فإن أصحاب السمو الأمراء وعلماء الأمة وكبار رجالات الدولة ونواب الأمة ومستشاريها ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية الموقعين أسفله.. يقدمون بيعتهم الشرعية لخلفه ووارث سره صاحب الجلالة والمهابة أمير المؤمنين سيدنا محمد بن الحسن..."، كما يتعهد فيها الموقعون بالطاعة والولاء لملكهم، "ملتزمين بما تقتضيه البيعة من الطاعة والولاء والإخلاص في السر والعلانية والمنشط والمكره طاعة لله عز وجل، واقتداء بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سائلين الله لأمير المؤمنين طول العمر ودوام النصر والعز والتمكين".

وبالتالي فحفل الولاء الذي يقام بمناسبة حلول عيد العرش المجيد والذي   كان ولازال حدثا تاريخيا ومفصليا في حياة المغاربة منذ قرون خلت إذ يتم الاحتفال به وفق طقوس ومراسيم خاصة، لا يمكننا التخلي عنه باعتباره طقسا من الطقوس التاريخية العريقة وموروث ثقافي وروحي وديني، لم يكن يوما عبثيا بل هو دلالة على تشبث المغاربة بالثوابت الوطنية التاريخية في إطار ميثاق يقوم على التشاور، بل دلالة على التلاحم العميق بين الملك وشعبه، وتستقي البيعة قوتها ومشروعيتها من الأصول الدينية، حيث أكدت عديد من الآيات القرآنية على أهميتها وقدسيتها، وقد عظم الله من شأن البيعة وحذر من نكثها في قوله تعالى مخاطبا نبيه إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.

 

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيعةمظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب البيعةمظهر للعلاقة المتينة بين الملك والشعب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab