بقلم - منى بوسمرة
مع اقتراب نهاية عام 2021، يمكننا القول، وبكل ثقة، إنه كان عاماً إماراتياً بامتياز، فقد كان محطة توّجت إنجازات خمسين عاماً مضت بنجاحات مضاعفة على كل المستويات، ورمزيته التي تجسدت باحتفاء استثنائي باليوبيل الذهبي لاتحاد الإمارات عبر هذه الإنجازات التاريخية الضخمة، تمثل شعلة إصرار وعزيمة أقوى لعام جديد ينتقل بالدولة ومكانتها نحو قفزات أكبر وأكثر أهمية، بل ومنارة تضيء الدرب في رحلة الإمارات خلال الخمسين الجديدة.
في 2021، «ما حدث كان مذهلاً»، كما يصفه محمد بن راشد بأدق تعبير، مؤكداً أن الإمارات كانت فيه استثنائية وستبقى، فقد استطاعت الدولة فيه أن ترسخ تفوقاً عالمياً، في وقت قياسي، إذ جاءت الدولة في المركز الأول عالمياً في 152 مؤشراً، ومن الدول الـ 5 الأوائل عالمياً في 274 مؤشراً، ومن أفضل 10 دول في 425 مؤشراً عالمياً، وهي جميعاً مؤشرات ذات تأثيرات حيوية ومهمة تنموياً واقتصادياً واجتماعياً، فقد أظهرت أن ثقة الشعب في الحكومة هي الأعلى بين حكومات العالم، ودولتنا الأكثر أمناً عالمياً، واقتصادنا كان الأكثر استقطاباً للاستثمارات الخارجية إقليمياً، والأول عالمياً في استقطاب المواهب والأعلى دولياً في استقطاب السياح بعد الجائحة، كما كان جوازنا الأقوى عالمياً، وحكومتنا الثانية عالمياً في التكيف مع المتغيرات، والأكثر تكيفاً اقتصادياً وصحياً مع أكبر جائحة عالمية، وغيرها من المؤشرات التي أكدت تنافسية الإمارات العالية في القوة المالية وسيادة القانون والتعليم والصحة ومختلف المجالات.
هذا الحجم من الإنجاز النوعي، يرسم تفاؤلاً لا حدود له لعام قادم أجمل وأفضل، وخصوصاً مع ما تؤكده أكبر المرجعيات الدولية الموثوقة بأن الإمارات مقبلة على نمو وازدهار وبناء قوة وإمكانات غير مسبوقة في جميع القطاعات المتقدمة، وتعزيز فرص واسعة لنهضة تاريخية جديدة، وهي ما مهدت من أجله الإمارات بقيادتها وحكومتها وجميع فرق عملها بجد ومثابرة وتخطيط سليم في 2021، فقد شهدت الدولة خلال هذا العام أكبر تغيير تشريعي في تاريخها عبر صياغة وتحديث 50 قانوناً، تضع جميعها أرضاً صلبة لتحولات جذرية في مسيرة التنمية، وتفتح الأبواب لقطاعات جديدة.
الواضح مما حدث في هذا العام، أن الإمارات تدخل 2022 بإرادة أكبر ومحركات أقوى، فقد امتلكت من القدرات والإمكانات، وهيأت من الاستراتيجيات والمشاريع الكبرى، ما يؤهلها لمضاعفة إنجازات 2021 بمرات، وهو ما وضعته قيادة الدولة ضمن رؤية استراتيجية مدروسة بعناية، وحشدت من أجله كل الطاقات والموارد مستهدفة تغييراً شاملاً ينقل الإمارات إلى المراكز الأولى في جميع المجالات، ما يبشر بأن كل الأعوام القادمة ستكون أعواماً إماراتية استثنائية وستكون أفضل وأجمل وأعظم.