بقلم - منى بوسمرة
يقفز محمد بن راشد بعالمنا العربي وشبابه، إلى مراحل كنا نظن أنها بعيدة، لتأتي مبادرات سموه الضخمة والنابعة من فكر متفرد تاريخياً، كغيث ينهمر على الأرض الميتة من بعد قنوط، فيحيي في النفوس شعلة الأمل بقدرتنا على استعادة أمجادنا الحضارية والمعرفية والعلمية، التي كنا أهلاً لها، ونرفع رؤوسنا عالياً اليوم لنقول بملء أفواهنا إننا سنظل أهلاً لها بوجود قيادة كهذه، تستثمر ذكرى توليها الحكم، لا لتحتفي، وإنما لتحدث نقلة شاملة لتاريخ المنطقة بأسرها.
إطلاق محمد بن راشد مبادرة «نوابغ العرب»، التي يقصر عنها الوصف بأنها فتح حضاري غير مسبوق للعرب، واختيار سموه الرابع من يناير، ذكرى توليه الحكم، لهذا الأمر، رسالة واضحة وملهمة لما يجب أن تنهض به القيادة الحقة من أمانة تجاه أمتها، وتمكينها من السير في الطريق الصحيح لسيادتها وريادتها وتفوقها.
هذه المبادرة التي تقود الإمارات من خلالها حراكاً عربياً علمياً واسعاً، ليست الأولى، ونؤمن بأنها ستكون خطوة لمبادرات أكبر، فمبادرات سموه النوعية والمبكرة في هذا الشأن بدأت تؤتي ثماراً واقعية وفاعلة نشهدها في واقع كل المجالات، ما بات يعطي دلائل واضحة على حجم ونوع وملامح المشروع الحضاري الضخم والشامل الذي يبادر ويثابر محمد بن راشد على تحقيقه ويسخر له كل الدعم والإمكانات والموارد، لصناعة نهضة حقيقية للأمة على أسس وأعمدة متينة يدرك سموه بفكره الثاقب ركائزها، لذلك يرسخ رسالة تنير الدرب نحو هذا الهدف السامي، بتأكيده أن استئناف الحضارة يبدأ من البحث عن صناعها الحقيقيين، وقوله: «شخصياً أراهن على العلم والعلماء وأصحاب الأفكار لتغيير واقعنا العربي نحو الأفضل».
مبادرة تؤدي إلى مبادرة أكبر، هذا ديدن هذا المشروع الحضاري، فمتحف المستقبل المعلم العلمي العالمي الذي تقوم دبي بتشييده وسيتم افتتاحه قريباً سيكون المركز الفكري والإداري للحراك العلمي العربي الجديد، مستهدفاً ألف نابغة عربي خلال 5 سنوات وبمخصصات تبلغ 100 مليون درهم للاهتمام بهؤلاء النوابغ علمياً وبحثياً وربطهم مع أكبر المفكرين والعلماء والشركات في العالم وتطوير أفكارهم لتعظيم أثرهم الإيجابي على المنطقة، وإضافة إلى هذا الهدف الذي يذهل الألباب ويثلج الصدور وإلى القيمة النوعية التي تخلقها المسارات والمجالات التي تم اختيارها، فإن ما يؤشر على الاهتمام البالغ بتحقيق المبادرة لأهدافها كاملة، تشكيل سموه لجنة تضم 4 وزراء من خيرة شباب الإمارات وخبراتها الاستثنائية للإِشراف على المبادرة.
تنفتح أمامنا اليوم نوافذ التفاؤل بأن عالمنا العربي سيتحول إلى قوة جاذبة للعقول لا طاردة لها، وأكثر من ذلك فإن محمد بن راشد بهذه المبادرات الضخمة المتواصلة يرفع سقف طموحاتنا ويشعل فينا أملاً مشروعاً وواقعياً، بأن نكون قريباً أمة متفوقة.