بقلم - محمد بن راشد
بكلمات قليلة ولكنها عظيمة الفكر والرؤية، يرسم محمد بن راشد ملامح ما سيكون عليه العالم في المرحلة المقبلة، وما يجب أن تكون عليه الإمارات في مواكبتها للمتغيرات الجيوسياسية والتقنية التي لم يسبق لها مثيل، لتضمن لنفسها دوام التفوق والتقدم، فما يشدد عليه سموه من أن الأمم الناجحة ستكون الأسرع في مواكبة ما يحدث حولها، تستبقه الإمارات بمحركات نمو متسارعة، وبرؤية شاملة لإحداث تحول كامل في منهجية عملها.
إن هذه الملامح الواضحة للمستقبل هي ما تجعلنا ننظر إلى تدشين حكومة الإمارات، بتوجيهات محمد بن راشد، لمرحلة جديدة من تطبيق منهجية عملها بتحديد المشاريع التحولية الكبرى للقطاعات الحيوية، على أنه تدشين لمرحلة تاريخية تضع الإمارات على قمم حضارية جديدة عنوانها ريادة وقيادة قطاعات متقدمة وترسيخ ركائز وأعمدة قطاعات مبتكرة تعزز مسيرة الدولة التنموية والنمو الدائم لاقتصادها واستمرار ازدهارها ورخاء شعبها.
«شعبنا يستحق الحكومة الأفضل والأكفأ والأسرع».. أولوية يضعها محمد بن راشد على صدر الأجندة الوطنية، والنهج هو ما يرسخه سموه بالقول: «العمل الحكومي اليوم يختلف عنه قبل 10 سنوات.. والتوقعات من الوزراء اليوم مختلفة عنها قبل 10 سنوات»، واجتماع 70 وزيراً ومسؤولاً حكومياً من أكثر من 40 جهة اتحادية في الدولة في جلسات للمشاريع التحولية الكبرى، هو تأكيد على أن هذه التوجهات الاستراتيجية بدأت تنفيذ مساراتها على أرض الواقع، في عمل سريع وجاد لتفعيل المنهجية الجديدة على جميع مستويات العمل الحكومي، خصوصاً أنه سيتم بدء العمل على 100 مشروع تحولي في مختلف القطاعات خلال المرحلة المقبلة.
مزايا المنهجية الجديدة استراتيجية ومن المنتظر أن تكون في أقصى درجات التأثير على النتائج، بإصرار القيادة على أن تكون متجذرة كثقافة عمل للخمسين الجديدة، فاللافت فيها أن أساسها المشاريع التحوّلية قصيرة المدى التي تحدث نقلات نوعية في الاقتصاد والخدمات الحكومية والحياة اليومية، وهذه المشاريع سيكون رؤساؤها هم الوزراء المعنيون وتنفيذها سيتم من خلال فرق مشتركة من الجهات الاتحادية والمعنية وسيتم منح صلاحيات أكثر ومرونة أكبر للوزراء ورؤساء المشاريع لضمان تسريع الخطط ومضاعفة الإنجاز للوصول إلى نهضة كبرى، حجماً ونوعاً، بالقطاعات ذات الأولوية الوطنية.
على مدى خططها واستراتيجياتها الماضية، قدمت حكومة الإمارات نموذجاً غير مسبوق للحكومة التي تستبق نتائجها أهدافها وتتفوق عليها، ما يبشر بنتائج أكبر وأكثر تفوقاً في المرحلة المقبلة التي تستند إلى إنجازات وتجارب ناجحة وقدرات فائقة على ابتكار أدوات التغيير وصناعة التحولات.