بقلم -منى بوسمرة
تتفرد العلاقة بين الإمارات والبحرين بروابط خاصة، سواء على مستوى الأخوة التاريخية المتجذرة، أو التوجهات الاستراتيجية، التي تجمع البلدين على مسارات متنامية من التكامل في مختلف المجالات، وعلى مواقف موحدة تجاه جميع القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وهو ما نجد دفعاً قوياً له في اللقاء الاستثنائي بين محمد بن زايد، وولي عهد البحرين، والذي تؤكد مخرجاته، من اتفاقيات وتوافقات، العزم على المضي إلى نقلة شاملة وغير مسبوقة في العلاقات والتعاون.
ترجمت النقلة التكاملية التي رسمها اللقاء، ما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر قوية، وجسدت تطلعاتهما في التنمية والنهضة والتقدم، ورسالتهما المشتركة إنسانياً بترسيخ ودعم الاستقرار والسلام والازدهار لشعبيهما وللمنطقة والعالم، فجميع التفاهمات بين الجانبين أمس، من شأنها أن تنهض بتعاون فاعل في مجالات تعتبر عصباً لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية في البلدين، ورافعة قوية لتحقيق إنجازات أكبر في الملفات الإقليمية والدولية الحيوية من خلال العمل المشترك.
الاتفاق على وضع إطار لترسيخ وتطوير التعاون بين الإمارات والبحرين، لم يحصر مجالاً لهذا التعاون، فقد امتد ليشمل التعاون السياسي والدبلوماسي والأمني والاقتصاد والتجارة والسياحة والأعمال التجارية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والنقل والمواصلات والتعليم، والعمل وتنمية الموارد البشرية، والتغير المناخي والصحة، وهو ما يمكن وصفه بالشراكة التاريخية الشاملة بين مختلف القطاعات الحيوية والمؤثرة في البلدين، والتي ستحدث بالتأكيد قفزات سريعة ومضاعفة في إنجازات هذه القطاعات، ويعبر بنهضة البلدين إلى مراحل تاريخية جديدة.
تؤشر الشراكات الاقتصادية التي تم التفاهم عليها، وكذلك مراكز المستثمرين، وصناديق الاستثمار المشترك، إلى توجه استراتيجي مدروس لتعظيم الفرص في مجالات شريانية كالنفط والغاز والسياحة والصناعة والعلوم المتقدمة والابتكار والاتصالات والمواصلات وأسواق المال، ما يعزز قوة وتنوع ونمو اقتصاد البلدين، الذي ينعكس على جميع جوانب التنمية الأخرى فيهما، ولا يقل أهمية عن ذلك ما يعمل عليه البلدان باستمرار من بلورة للمواقف المشتركة على صعيد العمل السياسي الثنائي والدولي، وما حفزه اللقاء من المضي في تقوية التعاون في المنظمات الدولية لخدمة المنطلقات الموحدة لرسالة البلدين في دعم جهود تعزيز السلم الدولي ومكافحة الجريمة الدولية والتطرف والإرهاب، وتنفيذ أهداف التنمية العالمية المستدامة، ونشر قيم التسامح ومبادئ حقوق الإنسان.
البحرين في قلب كل مواطن إماراتي، والإمارات في قلب كل مواطن بحريني، والتاريخ البعيد والقريب أثبت أن التحديات لا تزيد هذه العلاقة وهذه الأخوة والمحبة إلا قوة، لتعبر الشقيقتان اليوم معاً إلى مصير مشترك مبشر بالخير، وإلى غدٍ أفضل وأجمل.