بقلم -منى بوسمرة
منذ اللحظة الأولى التي برهنت فيها الإمارات ودبي، على أنها بتفوقها وإمكاناتها، الأقدر في التغلب على تبعات الجائحة، والأسرع في التعافي والعودة إلى دورة النمو الطبيعية، لم يهدأ فيها الحراك الدولي القوي، الذي بثت فيه الإمارات روح الأمل والتفاؤل لاستعادة عجلة التنمية والعبور إلى عالم جديد يحمل في آفاقه فرصاً أعظم، حجماً ونوعاً.
نجاح الإمارات لم يكن لها وحدها، فهي تؤكد هذه الأيام بأنه نجاح للبشرية جمعاء، من خلال ما تخدمه، بمثابرة وإصرار، من رسالة حضارية عظيمة، باحتضانها أضخم الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، التي تضع جميع القطاعات الحيوية المؤثرة في حياة الإنسانية، على مساراتها الصحيحة من التقدم والتطور والنمو، فمن دبي التي وضعت أمام الجميع مثالاً مبهراً، باستضافتها العالم في إكسبو استثنائي، انطلقت شعلة جديدة تبشر بآمال كبيرة نحو عودة العالم بقياداته وعقوله وشركاته الكبرى، إلى الانشغال بالإنجاز.
هذه الشعلة التي تغذيها الإمارات بكل ما توفر لها من إمكانيات وموارد، تضيء الطريق لجهود لا تفتر، بل نشهد لها تصاعداً يومياً بأحداث كبرى جعلت من الدولة القبلة العالمية الأولى لكل مجالات التطوير، فما يلفت إليه معرض دبي للطيران بنسخته الأكبر عبر تاريخه، وصفقاته القياسية والمشاركة الواسعة فيه يؤكد أن الإمارات باتت أرض الفرص والنجاح، وكذلك مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، الذي أثبت دوراً قيادياً للدولة في صناعة مستقبل الطاقة، وقمة الأديان وإطلاقها التحالف العالمي للتسامح، التي ترسخ الإمارات عاصمة لنشر القيم الإنسانية.
مكانة الإمارات ودورها يتعززان مع ما ينتظر أن تستضيفه من أحداث عالمية في الفترة المقبلة كالقمة العالمية للحكومات في 29 مارس المقبل مع ختام «إكسبو»، وأسبوع القمة العالمية للصناعة والتصنيع، في 22 الجاري، ومؤتمر الازدهار العالمي المنعقد على هامشها، إضافة إلى الأحداث المؤثرة في إكسبو دبي، وضمن أسابيعه، سواء ما تم اختتامه منها أو ما يترقبه الجميع في الأيام المقبلة، لأهمية الملفات على أجندة هذا الحدث الأضخم في التاريخ، والتي تعالج تحديات عالمية ملحة مثل المناخ والفضاء والتنمية الحضرية والتسامح والمعرفة والتعلم والسفر والاتصال والصحة والغذاء والتعاون والتكاتف لتحقيق الأهداف العالمية.
الحراك الدولي المتنامي في الإمارات ودبي، دليل واضح على أنها أصبحت منصة العالم الأولى لحوارات وصياغة مساراته المستقبلية في كل القطاعات الحيوية، وهو دور يتضاعف مع ما تتفرد به قيادة الإمارات من بعد نظر، ورؤية استباقية، ومبادرات متواصلة لترسيخ أفضل السياسات والتشريعات وتسريع ريادة الدولة في الاقتصاد النوعي في جميع قطاعاته الحيوية والمستقبلية، ما يجعل من الدولة مرجعاً لكل من أراد اللحاق بركب التقدم، ويجعل من تجربتها نموذجاً لصناعة عالم جديد يتميز بالجاهزية والمرونة والقدرة على تجاوز التحديات وضمان استمرار التنمية والازدهار.