بقلم -منى بوسمرة
تعود دبي مجدداً بكامل تعافيها وطاقتها وتأثيرها الدولي المركزي، بل ويعود معها العالم بأسره اليوم في تفاؤل أكبر ونهج مختلف وتطلع إلى المستقبل والحياة والتقدم والنمو، وهو فخر مستحق اعتز به محمد بن راشد مع انطلاق الدورة الاستثنائية الأكبر في تاريخ معرض دبي للطيران، لتؤكد دبي من خلاله قدرتها على التحليق بقطاع عالمي يعد العصب الرئيسي للحياة ولكل أشكال الترابط والتفاعل والتعاون الدولي.
في كل فعالياتها الكبرى أثبتت الإمارات ودبي أنها نواة الانطلاق نحو العالم الجديد ما بعد الجائحة، ومركز رسم ملامح مستقبل الإنسانية وتقدمها، ليس فقط لأنها مثلت استثناء في استضافة العالم في هذه الفعاليات الفريدة والحيوية لاستعادة انتعاشه ونموه، بل لأنها أيضاً كانت على قدر التحدي بإنجاح هذه الفعاليات التي خرجت بنتائج مبهرة انعكست بآثار إيجابية كبيرة على نمو الاقتصاد ومسيرة التنمية العالمية.
معرض دبي للطيران قدم مثالاً حياً لهذا النجاح الذي يقود بفكر استراتيجي مختلف، تسريع النمو العالمي ومضاعفة فرص تنميته وفتح آفاق جديدة أوسع أمامه، فقد تجاوزت دورة المعرض هذا العام الأرقام التاريخية القياسية التي سجلتها قبل الانطلاق بالمشاركة العالمية الواسعة، لتسجل أيضاً في يومها الأول صفقات تاريخية قفزت عن 138 مليار درهم.
الحضور الكبير للوفود الدولية، والاهتمام بالتواجد من جميع عمالقة قطاع الطيران وجميع القطاعات المؤثرة في هذه الصناعة، وما أظهره المعرض من نجاح ونتائج ضخمة من يومه الأول، يؤكد أن دبي كانت كعادتها دائماً عند ثقة العالم الذي يعول كثيراً على الحدث في تخطي الظروف التي مر بها قطاع الطيران، فقد تفردت دبي من خلال إمكاناتها القوية أن تجمع كل الأطراف الفاعلة في هذه الصناعة، لتضع مستقبلها على المسار الصحيح من النمو، والتعاون لترسيخ أدوات كفيلة بتجاوز هذا القطاع أي ظروف وتحديات، خصوصاً بعد أن أثبت ظرف الجائحة حيوية هذا القطاع لكل دورة الحياة وعجلة الاقتصاد والتجارة في العالم أجمع.
ما يجعل دبي اليوم صاحبة الكلمة الأولى في مستقبل هذا القطاع أنها أثبتت في أصعب الظروف التي تمر بها البشرية قدرات فائقة في هذا القطاع، بأسطول ناقلاتها ومطاراتها المتطورة وبنيتها التحتية المتقدمة، وكذلك في موقعها الاستراتيجي في قلب العالم، لتكون الرابط الأهم الذي يبقي على اتصال العالم في وقت أوقفت فيه الجائحة جسور الاتصال، ولتخدم دبي بقدراتها هذه الاحتياجات العالمية الماسة من عمليات إغاثة وإيصال للقاحات بين القارات، ما يؤكد أنها باتت بتجاربها النموذجية اللاعب الأول في تطور هذا القطاع وتسريع فرص نموه.
الإمارات ودبي، ستظل على الدوام أرض الأمل للعالم، ومنصة انطلاقه نحو غده الأفضل وتقدم حضارته.