بقلم -منى بوسمرة
مع التراجع الكبير للاقتصادات العالمية القوية، مثل المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وفرنسا، وخروجها من قائمة العشر الأوائل في تصنيف الهوية الإعلامية للدولة، تبعاً لتعاملها مع الجائحة وتداعياتها، نجد الإمارات تعاكس التيار لتقفز ثلاثة مراكز وتحتل المرتبة الـ11 عالمياً متقدمة على هذه الدول العريقة، وهو مؤشر يحمل الكثير من الدلالات المهمة على واقع الإمارات في حاضرها، وكذلك على مساراتها التنموية المستقبلية.
تعكس هذه القفزة، إضافة إلى ارتفاع القيمة الاقتصادية للهوية الإعلامية 11 % إلى أكثر من 2.7 تريليون درهم، القدرة الاستثنائية التي استطاعت من خلالها الإمارات، وسط أصعب الظروف العالمية، إدارة الأزمة بكفاءة عالية، ليس فقط بتجنب تبعاتها، وإنما بتحويلها إلى حافز لإنجازات عظيمة، فقد تمكنت الدولة، رغم الجائحة التي أربكت دولاً كبرى، من أن تقدم هويتها للعالم من خلال إنجازات عظيمة، مثل الوصول إلى المريخ، والانضمام إلى النادي النووي، والنهوض بتأثير أساسي في استعادة النمو العالمي من خلال استضافة الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها «إكسبو 2020 دبي».
عدا عن إنجازاتها الوطنية الواضحة، التي تجاوزت بها الظرف العالمي، وخصوصاً ضمانها لاستمرار الأعمال والتعليم، وتسجيلها تقدماً واضحاً في العلوم المتقدمة، فإن الإمارات تفردت بأدوار دولية عززت من قوة هذه الهوية، وعلى الجانب الصحي، كانت الدولة الأسرع والأكبر استجابة للجائحة بحجم مساعدات طبية وإنسانية شكل 80 % من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة، وعلى جانب استعادة عجلة الاقتصاد والتنمية عالمياً، كانت الدولة صاحبة التأثير الأوسع على الساحة الدولية في دعم الأعمال والتجارة.
كسرت الإمارات في هذا التصنيف الهيمنة الغربية بفضل هذه العوامل مجتمعة، وهي عوامل حققت لها قفزات على أكثر من مؤشر لمرجعيات دولية موثوقة، وأهمها تقرير بنك «HSBC» الذي كشف أمس، عن صعود الدولة 10 مراتب لتحتل المرتبة الرابعة كأفضل وجهة عالمية للعيش والعمل، ما يعد برهاناً واضحاً على أن اقتصاد الدولة أضاف إلى محركاته مزيداً من القوة، وعلى أن تقدمها في مختلف الجوانب حقق نقلات كبرى في جاذبيتها للأعمال والاستثمار والعيش.
خسر الكثيرون الثقة، بينما كانت الإمارات تسجل قفزات استثنائية في ثقة الناس حول العالم، وهو ما يؤكده عشرات الآلاف من الذين استطلعت هذه المؤشرات آراءهم في أكثر من 100 دولة، بل إن الإمارات بنموذجها التنموي الملهم وتخطيطها الاستراتيجي، وانفتاحها وشفافيتها وتفاعلها الناجح مع الناس حول العالم، استطاعت أن تكون قوة أمل حقيقية للإنسانية جمعاء