إيران و«الإخوان»وتفتيت الدول

إيران و«الإخوان»..وتفتيت الدول

إيران و«الإخوان»..وتفتيت الدول

 العرب اليوم -

إيران و«الإخوان»وتفتيت الدول

بقلم: د. نجاة السعيد

المتتبع للدول المقاطعة لقطر (الإمارات، السعودية، مصر، البحرين) يجد أن هناك أوليات للأمن القومي تخص الدول الأربع. فالتهديد الأساسي من وجهة نظرها مصدره «الإخوان» وإيران. 

ومن الواضح أن «الإخوان» وإيران يسيران في الاتجاه نفسه، والدليل على ذلك هو أن النظام القطري يتحالف معهما. فالقرابة الأيديولوجية بين «الإخوان» وإيران، وتحديداً نظام ولاية الفقيه، راسخة جداً. فهناك اتفاق واضح بين مفهوم «الإخوان» الخاص بـ«الحاكمية» وسياسة الخميني «ولاية الفقيه» المتجذرة في الرأي القائل إن الشرعية نابعة من تنفيذ الحاكم- المتمثل في المرشد الأعلى - للشريعة، وليس نابعة من رضا الشعب عن تطبيق الشريعة. 

ولكي يجذب «الإخوان» ونظام ولاية الفقيه الشعوب في صفهما دائماً، يدّعيان أن هدفهما هو محاربة المشروع الأميركي-الصهيوني، من خلال التلاعب بالقضية الفلسطينية وتحريكهما لعميلتهما «حماس». كل هذه الكلمات الرنانة التي يستخدمانها ماهي إلا ذر الرماد في العيون لتحقيق مشروعهما، والذي يبدأ بتفكيك الدولة الوطنية، من أجل تعزيز هيمنتهما الإقليمية. لذلك نجد هذه الأنظمة والأحزاب المؤدلجة غالباً ما تسيطر على الدول الفاشلة التي يتفشى فيها الفساد. ولعل هذا يفسر نجاح الإمارات والسعودية في إنقاذ مصر، وخلال المرحلة الراهنة يسعى البلدان معاً لإنقاذ الوضع المتأزم في اليمن. 

فمصر على الرغم من الأزمة التي مرت بها إبان حكم «الإخوان» فإن مؤسسات الدولة من جيش واستخبارات وقضاء ظلت قوية جداً، ولم يستطع «الإخوان» تفكيكها، وبالتالي بدعم من السعودية والإمارات استعادت الدولة المصرية توازنها الذي كاد أن يختل في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي. أما في اليمن، لطالما نجد أن مؤسسات الدولة نخرها الفساد حتى النخاع، فهي شبه منهارة ومخترقة من مافيات «الإخوان» الفاسدة، ولذلك أي عملية دعم، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، لن تحقق النتائج المرجوة منها، إلا إذا تمت مكافحة هذا الفساد من جذوره.

إن انقلاب ميليشيا «الحوثي» المدعومة من إيران على الحكومة الشرعية، معناه إفشال منطق الدولة الوطنية في اليمن. مع أن «الحوثيين» مدعومون من إيران، فإن مخازن الجيش الإيراني ليست المصدر الأساسي لتسليح «الحوثيين»، بل هناك أيضاً أسلحة تتسرب إليهم، ودور حزب «الإصلاح» الإخواني المعرقل للحكومة الشرعية، هذا عدا عن تقارير حول فساد في التعامل مع رواتب الجنود. 

أحياناً تتجنب قيادات «الإخوان» الجدل السني/الشيعي، ليس بغضاً للطائفية، بل لأغراض تكتيكية فقط، وتتفادى الإشارة إلى خطر نفوذ النظام الإيراني، حتى لا تبدد أجندتهم الرامية إلى تحطيم الدولة الوطنية لأجل الهيمنة، وطمعاً في تحقيق مكاسب استراتيجية. وبالتالي من السذاجة السياسية الوقوع في فخ تصوير كل الشيعة تابعين لنظام ولاية الفقيه. فكما أن «الإخوان» لا يمثلون كل السُنة، كذلك نظام ولاية الفقيه لا يمثل كل الشيعة. ومن المهم الابتعاد عن هذا الجدل الطائفي والبحث عن الوطنيين من المذهبين لإنقاذ مستقبل دول المنطقة، لكي لا تتحول لمجموعة ميليشيات وكانتونات متحاربة.

بغض النظر أياً كانت الأولية خطر النظام الإيراني أو «الإخوان» للدول الأربع المقاطعة، فلا بد من الإجماع أن أكبر خطر يهدد دول المنطقة هو انهيار مؤسسات الدولة الوطنية وانتشار الفساد مما يهدد الأمن القومي.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران و«الإخوان»وتفتيت الدول إيران و«الإخوان»وتفتيت الدول



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab