المقامرون بهوية لبنان العربية

المقامرون بهوية لبنان العربية

المقامرون بهوية لبنان العربية

 العرب اليوم -

المقامرون بهوية لبنان العربية

بقلم - راجح الخوري

لم يكن وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، في حاجة إلى جواب من تدوير الزوايا الإنشائي والخالي من أي معنى أو التزام عملي، رداً على الورقة الكويتية العربية الدولية، التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت، متضمنة أفكاراً واقتراحات هدفها «إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج»، كذلك لم تكن الدول الخليجية والعربية الشقيقة، في حاجة إلى سماع تلك المواقف الإنشائية، كتكرار الرئيس ميشال عون الحديث عن ترحيب لبنان بأي تحرك عربي، من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج العربي، والتزامه باتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. عملياً قبل أن يصل بوحبيب إلى الكويت حاملاً الرد المضحك المبكي، كان «حزب الله» الذي يختطف الدولة اللبنانية، قد سجل رداً هو الثالث في الشهر الماضي، على دعوة الورقة الكويتية للالتزام بالقرار الدولي رقم 1701 المبني ضمناً على مضمون القرارات السابقة، وبينها القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع كل أسلحة الميليشيات وحصرها في يد الدولة اللبنانية، التي جاء وقت باتت تجد نفسها الآن تحت هيمنة سلاح «حزب الله»، وآخر دليل على هذا أن الرد على الورقة الكويتية العربية الدولية، وضع موارباً ومحاولاً تدوير الزوايا، والتملص من أن الجواب واضح على البند 12 الذي دبجه «حزب الله» طبعاً عبر الرئيس نبيه بري شريك «الثنائية الشيعية»!

وكان الرد تحديداً على الالتزامات التي يمليها القرار 1701 والقرار 1559 على «الحزب»، الذي حرك سكان بلدة رامية الجنوبية، للتعدي على القوات الدولية في الجنوب «يونيفيل»، التي سبق أن تعرضت إلى اعتداء هو الثالث في غضون شهر في بلدتي قانا وشقرا، وكالعادة تحدث عون عن فتح تحقيق في الاعتداء، لكن كالعادة لا تصل مثل هذه التحقيقات إلى نتيجة! وعملياً أيضاً كان الرد الإيراني، عبر الحوثيين قد طال أبوظبي قبل وصول الرد اللبناني إلى الكويت، بعدما كان حسن نصر الله شن هجوماً على دول الخليج العربي، حيث ظهر ممثلون عن الحوثيين في مقدمة الحضور في احتفال أقيم في الضاحية الجنوبية، إضافة إلى وجود ممثلين عن ما يدعى المعارضة البحرينية، التي كانت نظمت مهرجاناً خطابياً في بيروت، من دون معرفة الدولة اللبنانية المغيّبة كلياً، والتي تعرف جيداً أن «حزب الله» لا يستضيف ويحمي محطتي تلفزيون للحوثيين، في معقله بالضاحية الجنوبية فحسب، بل يشارك في دعم الحوثيين تدريباً وقتالاً وإطلاقاً للمسيّرات الإيرانية على المملكة العربية السعودية، التي بثت شريطاً بالصوت والصورة عن هذا، وكذلك على أبوظبي.

ليس خافياً أن حامل لواء الدبلوماسية اللبنانية عبد الله بوحبيب، كان قد قال عند بداية الأزمة مع دول الخليج العربي وسحب السفراء، كلاماً يفتقر إلى الحد الأدنى من القواعد التي يفترض أن يلتزمها في عمله الدبلوماسي، عندما قال رداً على أخوة لبنان والعرب وعلى سحب السفراء «ما بدي هيك أخوة». أكثر من هذا قال وهو في طريقه حاملاً جواب لبنان على الورقة الكويتية العربية الدولية: «أنا لست ذاهباً إلى الكويت لتسليم (حزب الله).. هذا ليس وارداً، نحن ذاهبون للحوار»، وهو ما طرح في بيروت أسئلة استغراب: عن أي حوار يتحدث وزير الخارجية، وهو لم يحمل معه، سوى كلمات لا تعكس في النهاية عملياً أي جواب واضح ومفيد على الرسالة الخليجية الحازمة في محتواها، والتي حملت في مضمونها للمسؤولين في لبنان خياراً من اثنين: إما أن يكون بلدكم لبنان في صف الشرعية العربية والدولية، وإما أن يتحول دويلة عدائية خارجة عن القانون والأعراف الدولية الدبلوماسية والقرارات العربية والدولية مثل الحوثيين. كان من المثير أن يتنصل عون أمام وزير الخارجية الكويتي من القرار 1559 الذي لطالما قال إنه سعى إلى دعمه في الكونغرس الأميركي، تمهيداً لصدوره عن مجلس الأمن الدولي، عندما أشار صراحة إلى استحالة حل مشكلة «حزب الله» وعن ربطها بأزمة الصراع في المنطقة، معتبراً أنها مشكلة إقليمية أكثر منها لبنانية، رغم أن الحدود مع إسرائيل لم تشهد إطلاق رصاصة واحدة منذ 15 عاماً.

في هذا السياق يصبح مفهوماً مع من تتعامل الورقة العربية الدولية، وقد يكون من المناسب لو تذكرنا ما سبق أن قاله بوحبيب للأميركيين، يوم كان سفيراً للبنان في عهد دونالد ترمب، حيث تعرض إلى دعوات متلاحقة من مايك بومبيو وزير الخارجية حينئذ تطالب لبنان بالتخلص من «حزب الله»، ويومها قال ما أثار ضجة في بيروت أي «أن الأميركيين يضغطون بشدة، مطالبين من لبنان التخلص من الحزب وغالباً ما قلت لهم: وكيف يمكن التخلص منه؟ أرسلوا إلينا مائة ألف مارينز وخلصونا منه، نحن لا نقدر على التخلص منه، أي أنه تحت الاحتلال الإيراني! قبل يومين أسقط جبران باسيل صهر الرئيس عون كل محتوى الورقة العربية الدولية، التي وجهت إلى لبنان مع عنوان ضمني واضح ونهائي: أنتم تقفون على مفترق مصيري، فإما أن تستعيدوا هويتكم كدولة عضو في الأسرة العربية، وتحصلوا على ما تحتاجون إليه من الدعم والمساعدات، وإما أن تكونوا دولة تدور في الفلك الفارسي بأن تقفوا إلى جانب الحوثيين ومآسيهم، عليكم أن تقرروا، ليس مطلوباً منكم الدخول في حرب داخلية لنزع سلاح «حزب الله» الذي يصادر قرار الدولة وعافيتها، بل على الأقل أن تظهروا إجماعاً حقيقياً يرفض بقوة هيمنة دويلة الحزب على دولتكم التي فقدت معظم معالم قرارها وسيادتها!

وعندما يقول باسيل بما يعبر ضمناً عن وجهة نظر وسياسة عمه رئيس الجمهورية، عن أن لا نية لديه للتخلي عن التحالف مع «حزب الله» إنما هناك نية في تطوير هذا التحالف، وأن موضوع رد لبنان على المبادرة الكويتية، موضوع حسب الممكن وهو يدل على جدية لبنانية للتعاطي مع حلٍ وسلوك طريق الحل الدائم لأزمة أكبر من لبنان، خصوصاً أن أبعادها إقليمية ودولية! أما عندما يضيف أن سلاح «حزب الله» لديه وظيفة محددة بالدفاع عن لبنان وسيادته، فيكون قد وضع الدولة اللبنانية وقرارها وجيشها على الهامش، طبعاً طمعاً في الحصول على تأييد أصوات مناصري الحزب في الانتخابات النيابية المقبلة، التي يخشى أن تسحب البساط النيابي من تحت قدميه بعدما تراجعت شعبية تياره الذي يضع كل بيض السيادة الوطنية في السلة الإيرانية!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقامرون بهوية لبنان العربية المقامرون بهوية لبنان العربية



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab