فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي

"فتة" المصريين وحلم "الإخوان" السريلانكي!

"فتة" المصريين وحلم "الإخوان" السريلانكي!

 العرب اليوم -

فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي

بقلم : محمد صلاح

ابتهج "الإخوان المسلمون" في العالم كلّه وعبّروا عن سعادتهم بتطورات الأحداث في سريلانكا، بل تمنوا أن تتكرر في مصر وبشروا بعضهم بعضاً بأن ما جرى هناك يمنحهم الأمل في أن تفضي الحملات المتواصلة لـ"الإخوان" ضد الحكم في مصر الى عودة التنظيم مجدداً الى السلطة. فات عناصر ذلك التنظيم الإرهابي أن سيناريو كولومبو حدث بالفعل في القاهرة، مع بعض التغييرات، عندما ثار الشعب المصري ضد حكم محمد مرسي، وأحاط بقصر الاتحادية الرئاسي، وأطاح مكانة مرشد "الإخوان" ومكانه أيضاً في قلعة التنظيم بهضبة المقطم.

واللافت أن احتفالات "الإخوان" بالفوضى في سريلانكا تزامنت مع احتفالات مصر بذكرى الإعلان عن إزاحة مرسي عن المقعد الرئاسي في اليوم الذي أطاح أحلام الجماعة وخططها على مدى عقود في الخروج من الكمون إلى التمكين.

محنة "الإخوان" ليست مع الأنظمة الحاكمة والحكومات، وإنما صارت مع شعوب احترقت بنار حكم الجماعة وتسلطها وديكتاتوريتها ورغبتها في القضاء على معارضيها، واستخدام الدين لقتل الإبداع والحرية. ومنذ ذلك اليوم يسعى "الإخوان" وكل الجهات التي تناصرهم إلى محو الذكرى أو تحويلها إلى مناسبة للبكاء على الديموقراطية التي ضاعت والرئيس الشرعي الذي سُجن والرخاء الموعود الذي ضاع أدراج الرياح!

ولم يفوت التنظيم فرصة لنشر الفوضى من دون أن يسعى الى اغتنامها، فتحول عناصره الى معاول هدم ونشر للخراب ودعم للإرهاب، بينما منصات التنظيم وقنواته لا تتوقف عن محاولة إحداث الوقيعة بين مصر وأشقائها، خصوصاً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط لكون الدولتين ساندتا مصر ودعمتا خيار الشعب المصري عقب ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، ولكن أيضاً لأن كلاً من الرياض وأبو ظبي تشاركان، بأشكال مختلفة، في دعم جهود التنمية المصرية وتضخان استثمارات ضخمة في السوق المصرية بما يخرب خطط "الإخوان" ويكشف مزاعم التنظيم عن مناخ الاستثمار في البلاد ويدحض آمال الجماعة بمجاعة لم تتوقف عن التسويق لحدوثها في مصر.

بينما تنطلق مصر لتداوي أوجاع الربيع العربي وآثاره وتسعى للخلاص من الإرهاب ودماره، وتجاوز مرحلة "الإخوان" وتداعيات حكم الجماعة لمدة سنة كاملة، لم تشهد فيها مصر، على مدى تاريخها الطويل، فساداً أو فوضى أو ارتباكاً أو اهتراءً كما حدث لها في تلك السنة، يبحث التنظيم الإرهابي عن نماذج للفوضى يسوقها بين أعضائه ليمنحهم أملاً في سقوط الحكم في مصر وعودة الفارين من عناصر الجماعة خارج مصر الى داخلها وخروج مرشد الجماعة ورموزها من السجون ليحتلوا مجدداً مواقع السلطة ومفاصل النفوذ.

لم ينتبه "الإخوان" الى أن تسويقهم للحلم السريلانكي لم يلفت انتباه المصريين الذين انشغلوا مع أيام عيد الأضحى المبارك بجدل احتل مساحات واسعة من مواقع التواصل الاجتماعي حول نوع "الفتة" الأنسب في العيد، وتسابق فريق منهم في سرد فوائدها مع الثوم والخل بينما حشد الفريق الآخر أدلة على مذاقها الطيب إذا خلطت بالصلصة من دون الثوم والخل!

ليست سريلانكا أول نموذج ولن تكون الأخير من دون أن يصارح قادة "الإخوان" عناصرهم بأن الشعب المصري الذي ثار ضد حكم التنظيم رفضاً لـ"أخونة" الدولة وحرصاً على هوية الدولة المصرية وثقافتها وتاريخها وتراثها واعتراضاً على أعمال القتل والتخريب وقمع المعارضة، أصر على إطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي ونزع السلطة من جماعة "الإخوان"، ولا يزال على موقفه من ذلك التنظيم الذي ظل كامناً لعقود ثم انتفض مع رياح الربيع العربي محاولاً التهام الدولة والانطلاق من مصر للهيمنة على الدول المحيطة والسطو على مقاليد الحكم فيها.

ورغم أن العقد الأخير شهد عشرات أو قل مئات المحاولات والمؤامرات، ومورس خلاله التحريض من أجل دفع الشعب إلى ثورة جديدة، أو خداعه بأخبار كاذبة وهاشتاغات مفتعلة ووقائع مفبركة وأموال لا حصر لها تم إنفاقها لإقناعه بتغيير موقفه ليقبل بـ"الإخوان" في المشهد السياسي، لكن دون جدوى، حتى أن غالبية الأطراف التي دعمت التنظيم وساندته ووقفت خلفه، منذ ضرب الربيع العربي المنطقة، وحملته ليجلس على قمة هرم السلطة في مصر، تراجعت علناً عن مواقفها بعدما ظلت تضرب رؤوسها في حائط صعب وتحرث في الماء وتنتظر ثورة لم تحدث!

حقائق الأمور على الأرض والمنطق وموازين القوى محلياً وإقليمياً ودولياً لا تشير أبداً إلى إمكان عودة "الإخوان" إلى الحكم مجدداً، رغم وجود أطراف إقليمية ودولية لا تزال تساندهم، وتقدم دعماً معنوياً ولوجستياً وتحتضن رموز الجماعة وتمنحهم الإقامات وحرية الحركة وتجهز لهم الاستديوات والقنوات، وكذلك تنفق الأموال، ليس فقط على الآلة الإعلامية للجماعة، ولكن أيضاً لدعم كل نشاط يضر بمصر، فتذهب الأموال إلى منظمات إرهابية ووسائل إعلام غربية ومنظمات حقوقية أجنبية ومراكز بحثية دولية، لتمكينها من صنع صورة انطباعية سلبية عن مصر والحكم فيها.

مرت محاولات "الإخوان" للتخريب من دون جدوى، وهم لا يزالون، وحلفاؤهم، يخرجون من فشل إلى آخر، ومن هزيمة إلى أخرى، ويعتقدون أن "جماعتهم" في مصر تمر بمحنة ستخرج منها قريباً لتعود إلى مقاعد الحكم والسلطة!

أما شعب مصر فقد وعى الدرس جيداً ولن يخرج في أي ثورة مستقبلاً، مهما كانت معاناته، إلا للاعتراض على عودة "الإخوان" إلى المشهد أو لرفض التغاضي عن جرائم تنظيم سعى ويسعى وسيظل، إلى هدم الدولة المصرية على من فيها.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي فتة المصريين وحلم الإخوان السريلانكي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab