أرض نستردّها وأرض نبكي عليها
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

أرض نستردّها... وأرض نبكي عليها!

أرض نستردّها... وأرض نبكي عليها!

 العرب اليوم -

أرض نستردّها وأرض نبكي عليها

بقلم - عبد المنعم سعيد

كنت من الجيل الذي شهد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، فشاركت فيها طالباً خلال المظاهرات ابتداءً من 1968، وحتى عندما التحقتُ بالقوات المسلحة المصرية كنت أجعل إجازتي تتواءم مع أيام التظاهر. الحرب أخرجت أعظم ما فينا المصريين، والعرب في عمومهم، وكما كانت نقطة انطلاق عسكرية وانتفاضة اقتصادية عند استخدام سلاح النفط، فإنها كانت تعبّر عن العبقرية السياسية والدبلوماسية عندما ازدوج استخدام التفاوض والسلاح في عملية ماهرة.

قبل أسبوع، احتفل المصريون كما هي العادة بتحرير سيناء حمل على أكتافه حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وفضّ الاشتباك الأول، ثم فضّ الاشتباك الثاني، والخروج الكامل من سيناء، واسترداد «طابا» محكمة التحكيم الدولية. عملياً فإن عملية التحرير بدأت منذ عام 1967 وجرى استكمالها تماماً في 1989؛ أي 22 عاماً قضتها مصر لإتمام عملية التحرير بوسائل الحرب والنفط والدبلوماسية والتحكيم. فعلت مصر ذلك أولاً بالوحدة الوطنية، وثانياً بالقيادة الواحدة، وثالثاً باستخدام وسائل متعددة حساسة لبناء التحالفات الإقليمية والدولية، ورابعاً أن يكون السلاح دوماً في خدمة السياسة، وخامساً قدر هائل من الصبر والتحمل والانسجام الأخلاقي. سوريا سارت مع مصر جنباً إلى جنب منذ لحظة «النكسة»، ولكنها حتى هذه اللحظة لم تنجح في استرجاع أراضيها؛ وفلسطين منذ عام 1948 لم تنجح في إقامة الدولة بعد. وهناك دول عربية حصلت على الاستقلال بالفعل وتحررت أراضيها، ولكنها الآن تعاني من أشكال مختلفة من التقسيم الذي تستغله أطراف إقليمية ودولية، والأمثلة في السودان وسوريا واليمن وليبيا والعراق، وجميعها ينفصل فيها السلاح عن السياسة. فلسطين ساد فيها مرض الانقسام إلى الدرجة التي انقسمت فيها قبل قيام الدولة من الأصل.

الدرس المصري تاريخي، بدأ مع 3 آلاف عام من الاحتلال الخارجي، وقبلها 3 آلاف عام لا يحكم فيها مصر إلا مصريون. كان الإنجليز هم آخر المحتلين وقبلهم كان العثمانيون، وعندما جاء تصريح 28 فبراير (شباط) 1922 من بريطانيا بمنح الاستقلال لمصر كان معيباً في أوجه كثيرة، عُرفت بـ«التحفظات الأربعة». ووقتها كان في مصر مَن يرفضون هذا الاستقلال، ولكن القرار كان الحصول على الدولة أولاً ثم بعد ذلك بناءها بالمؤسسات والسوق الواحدة وربط الدولة الوطنية بالمجتمع برباط لا ينفصم. عرفت مصر كل مكونات الدولة الحديثة، وعرفت الملكية والجمهورية، وعندما انتقلت من الأولى إلى الثانية إلى تعدد القادة كان انتقال السلطة حريرياً بلا نقطة دم واحدة.

لم تكن الحالة الاستعمارية واحدة، فقد انتقلت القوات البريطانية إلى قاعدة قناة السويس بعد اتفاقية 1936، وبعدها كان الجلاء تاماً في 18 يونيو (حزيران) 1956. وعندما عادت بمرافقة قوات فرنسية وإسرائيلية بعد أشهر، خرجت من البلاد قبل أن ينتهي العام. بالمقابل لم يبخل الفلسطينيون بالدماء والأرواح من أجل الاستقلال، ولكنهم بعد التضحية كان الشعار المطبق «إما كل شيء أو لا شيء». ولو كانت هناك فضيلة الشجاعة للقبول باتفاق أوسلو فإن «حماس» وعشرات من «الفصائل» الأخرى الماركسية والليبرالية والإسلامية كانت على استعداد لبذل الغالي والنفيس، وتوجيه اتهامات الخيانة لكل مَن يحاول البداية حتى تصل إلى عمليات انتحارية تفسد الاتفاق والتوافق.

أمران كانا دائماً في صالح الدولة العربية أو أي دولة في هذا المقام، أولهما أن الدول لا تقام إلا بالبناء للهوية الوطنية التي لا تقبل الانقسام، ولا يقوم فيها وطني بقتل شقيقه الوطني الآخر؛ والبناء للمؤسسات من أول الدستور إلى البرلمان إلى القوانين إلى التوحيد في سوق واحدة؛ والاستيعاب الوطني للأجيال الجديدة؛ والقدرة الهائلة على الصبر. في مقابل الفلسطينيون الذين كانوا على أرضهم لآلاف السنين وتجمعهم لغة واحدة وهوية مستقرة؛ فإن إسرائيل جمعت من شتى أصقاع الأرض شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتحدثوا لغة واحدة، ويبنوا مؤسسات حاكمة تجمع الحكم والسياسة والسلاح في يد واحدة. في فلسطين كانت الفرقة هي القانون، وجمع الدين والسياسة السلاح في أيادٍ متفرقة.

المعركة الحالية في المنطقة العربية هي معركة بناء الدولة العربية الواحدة، ليس تلك التي تربط ما بين دول عربية من المحيط الأطلنطي وحتى الخليج العربي؛ وإنما أن تكون الدولة وحدة واحدة ذات شعب وأرض وسلطة سياسية واحدة. الأمثلة التي ضربناها في هذا المقال ليست المثال الوحيد، فدول الخليج جميعها ربطت أناسها الذين صاروا شعباً تقاليد تاريخية لقيادات ذات حزم وعزم ليس فقط على تكوين الوحدة السياسية، وإنما لتوحيدها وتحقيق استمرارها وتنميتها. الملكيات فعلت ذلك في الأردن والمغرب رغم الضغوط الكثيرة في أحوال عدة، ومع ذلك فإن الرابطة كانت دائماً قوية للحفاظ على أرض معلومة تاريخياً، وهوية مستمدة من توالي السنين تقوم دائماً على ما يجمع وتستبعد ما يفرق. حرب التحرير الجزائرية خلقت رابطة جامعة في كيان سياسي مترامي الأطراف، ولكنه قادر على جمع العروبة مع الأمازيغية في لحمة واحدة.

عكس ذلك كله سوف نجده في الدول التي تَفرّقَ جمعُها وتفككت هويتُها وعرف العنف والقتل للأشقاء طريقَه إليها، ولم يعد لا سبيل لبناء البشر والحجر في كيان مشترك له مؤسساته الجامعة ولغته الموحدة، وليس ألفاظه الجارحة وشكوكه الفائرة، واتهاماته المروعة، وولاءاته الخارجية التي تأتي بالمال والسلاح. المعضلة الأكبر في الواقع العربي هي أن جماعات دول «اللادولة» باتت تعيش على الازدواج بين الدولة والميليشيات. وبينما الظاهر منها هو «المقاومة والممانعة» لإسرائيل والغرب والولايات المتحدة في مقدمته، فإن العمل الرئيسي بات هو العداء والتشهير والهجوم على الدولة العربية المتماسكة والموحدة والحارسة على التراث العربي، والساعية إلى دخول المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية مع دول العالم. هي دول استرداد الأرض والحفاظ عليها وليس البكاء على ضياعها.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض نستردّها وأرض نبكي عليها أرض نستردّها وأرض نبكي عليها



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab