6 يناير 2021 و6 يناير 2025

6 يناير 2021 و6 يناير 2025

6 يناير 2021 و6 يناير 2025

 العرب اليوم -

6 يناير 2021 و6 يناير 2025

بقلم : عبد المنعم سعيد

بقيت أيام قليلة ويصل الرئيس الأمريكى المنتخب إلى البيت الأبيض؛ وفى زمن آخر كان مثل ذلك مدعاة أولًا للاستمتاع بمظاهر تولى رئيس جديد؛ وثانيًا الاحتفاء بأن الديمقراطية- كنموذج للحكم- تبدو مثالية وطبقًا لما جاء فى الكتب عن الاعتماد على حكمة «الأغلبية» فى انتخاب الأصلح والمناسب لعصره. ما حذر منه «إليكسى توكفيل» فى كتابه عن الديمقراطية الأمريكية من «طغيان الأغلبية»، و«جون ستيوارت ميل» من طغيان الأغلبية تجاه الأقلية قد يكون أكثر سوءًا من طغيان الحكومات؛ لم يجد له صدى كبيرًا فى الفكر الديمقراطى والليبرالى عمومًا.

النظرية العامة لدى النخبة السياسية الأمريكية هى أن الديمقراطية قادرة على تصحيح نفسها مادامت العملية الانتخابية تستمر فى دورانها المنتظم؛ وقبل أسبوع، كانت هذه هى الرسالة التى خرجت من الديمقراطيين الأمريكيين عندما بات على نائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية الخاسرة فى الانتخابات الرئاسية، أن تقود بحكمة تبلغ الكمال التصديق على نتائج الانتخابات فى حلقتها الأخيرة عندما ترأست- كما يقضى الدستور- الاجتماع المشترك بين مجلسى النواب والشيوخ. الديمقراطيون كانوا يريدون التأكيد على نجاح النظرية الديمقراطية، وتلقين الجمهوريين أنهم يحافظون على القانون، وهو ما افتقدوه عندما كان ترامب فى السلطة قبل أربعة أعوام.

ما حدث وقتها كان أن الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض قاد عملية تشجيع المواطنين على مهاجمة مبنى الكونجرس لمنع التصديق على نتائج الانتخابات؛ وفى هذا المسار اعتبر الرئيس ترامب نائبه «مايك بنس» خائنًا للوطن لأنه استمر فى إجراءات التصديق المتعارف عليها، مما حدا بالجماهير إلى المطالبة بشنقه. الأمر كانت له سابقة عندما قام «آل جور»، نائب الرئيس كلينتون، بالتصديق على انتخابات مختلف عليها لكى يكسب الرئيس جورج بوش الابن.

الغريب فى الوقائع الحالية هو أن الرئيس الذى خسر الانتخابات السابقة فاز فوزًا ساحقًا بعد أربعة أعوام رغم ما حدث من قبل من هجوم غير مسبوق سقط فيه ضحايا وصدرت فيه أحكام من محاكم بالسجن؛ وأكثر من ذلك والرجل الفائز يقف أمام القضاء فى حزمة كبيرة من التهم التى أُدين فى 34 جنحة منها، وبقيت عشرات غيرها تتعلق بالوثائق القومية، والأكثر أهمية التدخل المباشر لتغيير الأصوات فى ولاية جورجيا، واستثارة الجماهير ضد العملية الانتخابية كلها باعتبارها مزورة. الشعب الأمريكى رغم ذلك اختار ترامب رئيسًا، بينما تستعد ساحات القضاء لإصدار أحكام جديدة، بعد أن قام المحلفون بإقرار المتهم/ الرئيس مذنبًا. المعضلة فى جوهرها ليست قضائية وقانونية فقط، ولكنها فى القلب سياسية، فالرئيس المنتخب أعلن بوضوح أنه سوف يستخدم سلطاته الرئاسية فى العفو عمّن أدانهم القانون من قبل بالاعتداء على القانون والدستور.

وكأن ذلك ليس كافيًا، فإن الرئيس الذى جعل من الولاء له شخصيًّا الفضيلة التى تختار مَن يعينهم، ومن بينهم «المدعى العام» الذى يقوم مقام «وزير العدل» فى نظم سياسية أخرى بإقامة الادعاء على مَن خرجوا عن طوعه وتصرفوا دون ولاء له فى تهم جديدة على سبيل العقاب. مثال ذلك لم يحدث من قبل حتى خلال «فضيحة ووترجيت» فإن تدخل الرئيس نيكسون فى وظيفة النائب العام كانت محدودة ودافعًا بعد ذلك لإدانته فى الكونجرس وإجباره على الاستقالة. هذه المرة فإن الإدانة لا يمكنها أن تحدث لأنه من المستحيل تكوين أغلبية تحتكم إلى الدستور بينما القاعدة الأساسية للأعضاء الجمهوريين هى الولاء لرئيس الدولة دونالد ترامب.

الحلقة الديمقراطية وتوازن السلطات سوف تكون مصابة بعوار كبير يمنع التصحيح الممكن للعملية كلها؛ ولا يحدث ذلك وفق السوابق عندما يكون التوافق بين الحزبين أساسًا للعملية السياسية على الأقل تجاه القضايا الأساسية للدولة خارجيًّا وداخليًّا. برنامج الرئيس ترامب قائم على درجة كبيرة من التطرف فى الداخل حيث يستعد لطرد ملايين من المهاجرين إلى خارج الدولة؛ وتخفيض الميزانية الفيدرالية بمقدار 2 تريليون دولار، وهو ما سوف يؤثر على الكثير من الحماية الاجتماعية وتوقف الإجراءات الضرورية لمواجهة التغيرات المناخية.

وفى الخارج فإن الرئيس يبشر بضم كندا واستعادة قناة بنما وشراء جرينلاند الخاضعة سياديًّا لمملكة الدنمارك. هذا التوسع الإمبراطورى لم يحدث منذ بلغت الولايات المتحدة ساحلها الغربى على المحيط الهادى عندما قامت بشراء لويزيانا من فرنسا وألاسكا من روسيا وفلوريدا من إسبانيا وتكساس ومناطق أخرى من المكسيك، فضلًا عن عدد من الجزر فى المحيط الهادى. هذه السياسات تخرج كثيرًا على أشكال التوافق الأمريكى، وتدفع إلى حالات تشبه تلك التى جرت أثناء الستينيات وفى أثناء الحرب الفيتنامية.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 يناير 2021 و6 يناير 2025 6 يناير 2021 و6 يناير 2025



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab