في ظلال المجهول

في ظلال المجهول

في ظلال المجهول

 العرب اليوم -

في ظلال المجهول

بقلم : عبد المنعم سعيد

من الناحية العملية لم يكن هناك فارق ما بين الوجود فى القاهرة أو التواجد فى بوسطن؛ ففى كلتيهما دارت الحياة حول الحرب الجارية فى منطقتنا، والتى بدأت بهجمة «حماسية» عبر أسوار غزة فى 7 أكتوبر 2023، ولم تنته إلا بحرب ممتدة من غزة إلى الضفة الغربية، ومن هذه الأخيرة إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وجرى نفس العبور فى الحدود الإسرائيلية السورية؛ وبعيدًا فى البحر الأحمر نشبت حرب إقليمية دولية عندما قامت ميليشيا الحوثى اليمنية باعتراض السفن وإغراق بعضها؛ وواجهتها أساطيل دولية ركزت حربها على قواعد إطلاق الصواريخ والمسيرات، أما إسرائيل فعبرت طائراتها 1800 كم من الماء لكى تقوم بإحراق ميناء الحديدة عدة مرات. وبعيدًا عن هذه الحروب الثنائية، فإن الصراع بين إيران وإسرائيل أخذ شكلًا فيه قدر من التمثيل، يقوم كل طرف فيه بضربات محسوبة لا تزيد ولا تنقص. وبعد أكثر من عام من القارعة الأولى، فإن عداد القتلى والجرحى والنازحين لم يتوقف. الموضوع كما كان فى القاهرة قراءة ودراسة وإعلامًا ومتابعة لا تتوقف؛ فإنه كان كذلك فى المدينة الأمريكية، حيث يكون هو موضوع الدراسة والتدريس والمتابعة عبر عدد هائل من المصادر التى لا تتوقف لأنها تجرى تغذيتها بالموقف من الانتخابات الأمريكية، وما سوف يفعله السيد بايدن لوقف إطلاق النار، ومتى سوف يذهب السيد بلينكن إلى المنطقة مرة أخرى.

الأيام تجرى بسرعة، وما كان متصورًا أن ينتهى خلال أسابيع- على أكثر تقدير- مر عليه العام وبات الثانى مقبلًا؛ ولا يستطيع أحد أن يستبعد من خواطره أن الحرب الأوكرانية تمر من خلال عامها الثالث. وسط كل ذلك، فإن تصور النهاية التعيسة أو السعيدة صعب، وعبور الاختلال فى توازنات القوى يبدو مستحيلًا، ولكن البحث الدؤوب عن الحل والسلام للأزمة المستعصية لا يمكنه تجاهل أن الجهد يسير فى ظلال أمور مجهولة تشبه القطط السوداء التى تضيع فى ليالٍ مظلمة.

المجهول الأول هو الإجابة عن السؤال عما إذا كانت ستقوم حرب إقليمية أم تظل مُحاصَرة فى الثنائيات المذكورة أعلاه. تعبير الحرب الإقليمية يتجاهل أن الحرب باتت إقليمية تقريبًا منذ بدايتها عندما بدأت «الميليشيات» فى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن تمارس «وحدة الساحات» أولها، و«وحدة المساندة» فى آخرها، بعد عمليات الاغتيال الإسرائيلية متعددة الأشكال. ومع ذلك فإنه جرى اعتماد تعبير «الحرب الإقليمية»، وقصره على انفجار الموقف بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة. كان المستبعد، وقد أصبحت الكرة فى الملعب الإسرائيلى، أن تكون هناك تمثيلية أخرى؛ يأتيها كل طرف فى «الوقت المناسب»، مستخدمًا الوسيلة «المناسبة»؛ وإنما لا بد له من رفع سقف السخونة إلى درجة أعلى من سابقتها، وهكذا يكون «التصعيد» الذى كان خطرًا ماثلًا فى العلاقات الدولية بأنه أدى إلى الحرب العالمية الأولى التى بدأت باغتيال شخص وانتهت بوفاة 60 مليونًا!، ولكن التمثيلية جرت؛ ومازالت التجربة تستلزم حبس الأنفاس حتى تحدث الحرب أو يأتى الفرج.

المجهول الثانى أننا لا نعلم ما سوف تكون عليه نتائج الانتخابات الأمريكية، وأردنا أو لم نرد، فإن الولايات المتحدة باتت دولة شرق أوسطية، حتى بعد أن قررت الرحيل عن الإقليم؛ وبعد أن عادت حاولت أن تحقق المستحيل، وهو الوقوف اللانهائى مع إسرائيل، والقيام بصنع السلام فى نفس الوقت. وسواء كان الأمر بيد بايدن/ هاريس؛ أو ترامب وحده، فإن كليهما يحتوى على قدر غير قليل من الغيوم. بعد أيام عندما يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع ستكون هناك نتيجة للتصويت، ونتيجة الانتخابات التى تستند إلى فارق 1٪ هنا أو هناك من الصعب أن تنتهى بعد التصويت، عندما يتسابق الطرفان مع كتيبة من المحامين لإعادة عد الأصوات واللجوء إلى المحاكم الأولية حتى الوصول إلى العليا. المبالغون يقولون إن ذلك سوف ينتهى إلى حرب أهلية؛ وإذا سارت الأمور فى مجراها الطبيعى فإن هاريس سوف تسير مسار بايدن الذى لم ينتج عنه شىء حتى الآن. ترامب ربما سوف يكون كارثيًّا؛ وهل هناك كوارث أكثر مما شاهدنا؟.

المجهول الثالث هو أن هناك أزمة فى القيادة فى أمريكا وفى المنطقة وبالتأكيد فى فلسطين وفى إسرائيل؛ ولا يستفيد أحد من تجربة «السادات» الذى عرف كيف يخوض الحرب ويسير فى طريق السلام. الآن لدينا الحروب، ولكنها عاجزة عن حديث أكثر من حل الدولتين الذى قالت حماس إنها تؤيده، ولكنها لن تعترف بإسرائيل التى هى الدولة الأخرى بعد فلسطين من حل الدولتين؟. رأْى نتنياهو قاطع فى المسألة، وهو أنه لن توجد دولة فلسطينية وهو حى!.

arabstoday

GMT 19:55 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أورتاغوس تستفزّ إيران من قصر بعبدا

GMT 18:37 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أصعب موقف يواجه المنطقة

GMT 18:36 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 14:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سياسة ترامب.. بالونات اختبار

GMT 08:49 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

شاليهات

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 08:45 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سَلْمٌ الخاسِر و «بي بي سي»!

GMT 08:43 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

العَلمَانية... كلمة الجدل السائلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ظلال المجهول في ظلال المجهول



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab