هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا

هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا؟

هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا؟

 العرب اليوم -

هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا

بقلم - عبد المنعم سعيد

الصحافة والإعلام العالميان بهما زخم كبير حول تغير مسار الحرب الأوكرانية لمصلحة أوكرانيا، وفى ١١ سبتمبر الحالى نشرت صحيفة «الأتلانتيك» الأمريكية مقال «آن آبيلبوم» «حان وقت الاستعداد لانتصار أوكرانيا». من المبكر أن يؤخذ هذا العنوان بجدية كبيرة، ولكنه لا يمكن تجاهل أن الهجوم المضاد الذى قامت به القوات الأوكرانية فى إقليم «خيرسون» وسط الجنوب الأوكرانى أسفر عن تحرير أكثر من 8 آلاف كم٢وأجبر القيادة العسكرية الروسية على الحديث عن إعادة تجميع القوات الروسية. التعبير عادة فى العمليات العسكرية يشير إلى درجة من التراجع حتى ولو كان مؤقتا عما كان عليه الحال قبل ذلك. تعبيرات لوصف الهجوم الأوكرانى مثل «البليتز كريج» يشير إلى نمط من الهجوم ذاع أثناء الحرب العالمية الثانية حينما نجحت القوات الألمانية بقيادة جنرالات عظام مثل «روميل» فى اختراق خطوط دفاعية حصينة، والالتفاف حول القوات المعادية بطريقة مفاجئة تدفعها إما إلى التراجع غير المنظم أو ببساطة الاستسلام. التقارير الدولية من معاهد الحرب تشير إلى أن القوات الأوكرانية تقدمت فى اتجاه مدينة “خاركيف” الاستراتيجية، مهددة بعزل الآلاف من القوات الروسية بعد أيام قليلة من الهجوم المضاد الذى غير من اتجاه الحرب وقوة اندفاعها التى كانت تسير لصالح روسيا، بحيث ينقلب الحال وتصير لمصلحة أوكرانيا. أظهر هذا الاختراق أن أوكرانيا بالمساعدة العسكرية الكثيفة من الدول الغربية يمكنها أن تستعيد الأرض التى تحتلها روسيا فى شرق وجنوب أوكرانيا. فبعد الطرق على الدفاعات الروسية فى شمال شرق إقليم «خاركيف»، اندفعت القوات الأوكرانية لأكثر من ٥٠ كيلومترا فى اتجاه «كيبيانيسك» آخذة المبادرة بعد شهور من القتال، محققة أكبر تراجع للقوات الروسية منذ انسحابها من أمام العاصمة كييف فى مطلع الحرب.

ما يذاع كثيرا فى الصحافة الغربية هو الانخفاض الشديد فى الروح المعنوية للقوات الروسية، ونقلت الصحف تصريحات أوكرانية أن «ما يفاجئنا حقًا هو أن القوات الروسية لا تقاوم». صحيفة الواشنطن بوست نشرت رسائل كتبها جنود روس قبل رحيلهم تشير إلى انخفاض الروح المعنوية وأكثر من ذلك إلى وجود حالة من «الإنهاك الأخلاقى» لدى الجنود حول مبررات الحرب ودوافعها. شواهد التراجع ظهرت من الناحية الروسية فى الحديث عن «إعادة تجميع» القوات الروسية، وما تردد عن تغييرات كبيرة تجرى فى القيادات العسكرية تماثل تلك التى جرت بعد التراجع عن احتلال «كييف» العاصمة. مثل ذلك ربما يكون جزءا من الحرب الإعلامية الجارية، ولكن الرد الروسى لا يزال فقيرا، ولا يفسر الصور الكثيرة المنشورة عن الآليات العسكرية المدمرة، أو المتروكة دون قتال. لا يوجد لدى المتابع فى العادة وسيلة للتبين والتحقق مما هو منشور، وعما إذا كانت الصور المنشورة من الحرب الحالية أو تنتمى إلى حروب أخري. ولكن المحلل للحرب سوف يأخذ التصريحات الروسية عن إعادة التموضع بجدية شديدة خاصة أن القوات الروسية لم تسجل تقدما منذ توقفت فى اتجاه الغرب إلى أوديسا، كما أن القوات الأوكرانية كريمة للغاية فى إتاحة تصوير المواقع التى ذهبت لها فى اتجاه الشرق.

الواضح منذ بداية الحرب أن الدوافع الأوكرانية الوطنية كانت كاسحة للغاية فى مواجهة التفوق الروسى الكاسح، وأن القوات والمجموعات المقاتلة الأوكرانية دافعت بشراسة وسط شعور عام بأن الأوكرانيين لا يريدون العودة إلى أحضان روسيا مرة أخرى. ومهما كان الظن الروسى حول ما حدث للاتحاد السوفيتى باعتباره إهانة لروسيا من قبل الغرب، فإن أوكرانيا لا تشارك فى مثل هذه المشاعر وتعتبر اللحاق بالغرب كما فعلت بلغاريا وبولندا ورومانيا ومولدافيا فريضة إن لم تحدث فى إطار حلف الأطلنطى فإنها ممكنة الحدوث فى إطار الاتحاد الأوروبى. والواضح أكثر أن التكنولوجيا الغربية كانت فارقة فى المعارك المختلفة رغم أن الولايات المتحدة كانت حريصة على عدم إمداد أوكرانيا بالصواريخ الدقيقة طويلة المدى، أى التى تصل إلى الأراضى الروسية. وعلى أى حال فإن موسكو تواصل التحذير بأنها سوف تعتبر واشنطن مشاركة فى الحرب إذا ما قدمت هذه الأسلحة لكييف. وما حدث بالإضافة إلى التكنولوجيات المتقدمة وحسن استخدامها من قبل الأوكرانيين، والروح المعنوية العالية للدفاع عن الوطن، فإن الاستراتيجية الأوكرانية قامت على استغلال خطوط الإمداد الطويلة للقوات الروسية فى حرمانها من الغذاء والماء والدواء وقبل كل ذلك الذخيرة عن طريق إحباط وصول كل ذلك إلى الخطوط الأمامية.

السؤال المهم هنا هو كيف سوف تؤثر هذه التطورات المهمة على الحالة السياسية للفريقين المتحاربين؟ الواضح أن القيادة الأوكرانية، وكذلك القيادة الأمريكية، تشعران بكثير من الثقة فى مستقبل الحرب، وربما الحالة السياسية للرئيس بايدن. ولكن الواضح أيضا أن العكس هو الحادث بالنسبة للقيادة الروسية، ومع الكثير من التعجل التنبؤ بالإطاحة بالقائد الروسي. ولكن النظرة الواقعية للأمور تجعل مثل ذلك لا يزال بعيدا طالما أن الحرب لم تنته بعد، وأن القيادة الروسية لا يزال لديها مخزون كبير من القوات تحتاج إلى قرار التعبئة المتأخر حتى الآن ربما خوفا من أسباب سياسية. وهناك على الجانب الآخر أن روسيا يمكنها الإعلان عن نوع من «النصر» بضم المناطق المتحدثة باللغة الروسية فى إقليم الدونباس، ومحاولة التوصل إلى حل يفيد الجميع حسب مقترحات هنرى كيسنجر قبل شهور. وقبل أيام قابل الرئيس الروسى بوتين نظيره الصينى شى جين بينج فى إطار تجمع شانغهاى وأشاد بموقف بكين «المتوازن» بين الفريقين خلال الفترة السابقة من الحرب، فهل اقترب موعد دخول الصين إلى ساحة المفاوضات وقد بات كل طرف منهكا ودافعا لثمن فادح، ولكنه فى نفس الوقت يمكنه أن يشيد بالمكاسب التى حققها؟.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا هل اللحظة حاسمة فى أوكرانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab